الشيخ مصطفى حوى
الشيخ مصطفى بن علي بن محمود حوى ( أواب )
شيخ القراء بمدينة حماة المحمية
(( 1362هـ – 1943م – 1431هـ = 2010م ))
مولده و نشأته
ولد الشيخ مصطفى في حي العليليات بمدينة حماة ،في الثاني من جمادى الآخر لعام اثنين وستين وثلاثمائة وألف للهجرة، الموافق للخامس من حزيران عام ثلاثة وأربعون وتسعمائة وألف للميلاد.
شغف قلبه منذ نعومة أظفاره بحب القرآن الكريم، وقد وهبه الله تعالى حافظة قوية، وحساً مرهفاً صوتاً حسناً.
حفظ القرآن الكريم بنفسه في أربعة أشهر ونصف فقط، وهو في عمر تسع سنوات وكان قبل ذلك تعلم اللغة العربية على كبار العلماء وقته.
لازم العلامة الشيخ محمد الحامد رحمه الله منذ بداية الستينيات حيث كان مقرباً في مجلسه في جامع السلطان، الكائن بحي الدباغة، وبرز أول نشاطاته مع طلبة العلم في مسجد شيخه إرشاداً وتوجيهاً وتحفيظاً للقرآن الكريم.
وكان الشيخ الحامد رحمه الله يقدمه ليؤم الناس في صلاة العشاء في ذلك المسجد عند غياب الإمام وكان الشيخ الحامد رحمه الله يرعاه رعاية الأب لولده حتى أنه من حبه له وحرصه عليه لم ينسى أن يذكره بالله تعالى وبذكره وبالاستقامة إليه عند ابتعاده الاضطراري عنه فقال : الذي أوصيك به يا ولدي مصطفى، هو أن تكون كما عهدتك ملازماً طريق التقوى، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة.
وكان يتردد على الشيخ سعيد حوا -من أقربائه- حيث كان يرغبه في القراءة على الشيخ عبد العزيز عيون السود، شيخ القراء وأمين الإفتاء بحمص، فذهب إليه عام 1976م وقرأ عليه بعض القرآن من سورة الأنفال، ثم إليه مرة أخرى و قرأ عليه من سورة النساء، وكتب له عشرة أبيات من منظومة الطيبة في القراءات العشر، وقال له احفظها وتعال، وبعد يومين رجع إليه وقد حفظ الأبيات وهكذا حتى حفظ الطيبة، وقرأ شرحها، وسأل المترجم الشيخ بقوله: ما هي القراءة المنتشرة في الشام؟، فقال الشيخ : قراءة عمرو، فقرأها عليه، وقال له الشيخ عبد العزيز : إذا كنت تصلي التراويح برواية أبي عمرو سأصلي خلفك وأقتدي بك بحماة، ولكن حالت دون ذلك وفاة الشيخ عبد العزيز يرحمه الله، ثم سأل عن شيخ يقرئ الطيبة فأخبر بشيخ القراء في دمشق، فذهب إليه وقرأ عليه القراءات العشر من الطيبة، وفي دمشق كان يقرئ الطلاب الصغار في الصباح، وفي المساء يطلب العلم، ويتلقى القراءات العشر، وغيرها من العلوم النافعة.
يقول الشيخ مصطفى رحمه الله ما كتبه بخط يده : لقد من الله تعالى عليّ أن أعيش شطر عمري مع خير خلق الله من البشر لأتلقى منهم العلم والصفات الحميدة والأخلاق العالية منهم من تلقيت منه العلم الشرعي من فقه وتفسير وحديث كالشيخ العلامة المربي محمد الحامد رحمه الله تعالى، ومنهم من تلقيت منه علم العربية والتوحيد وقد كلفني يوماً بإيصال رسالة منه إلى صديق له في مدينة حمص قريباً من مسجد الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله تعالى ،وأوصاني بزيارة الشيخ عبد العزيز عيون السود وإسماعه بعض الآيات من كتاب الله تعالى حيث اسمعته بضع آيات من سورة النساء فطرب بها ونادى طفلاً صغيراً له ليأتي بورقة وقلم وكتب عشر أبيات من بداية طيبة النشر وقال لي احفظها وعد إلي فحفظتها ومرة تلو مرة حتى وصلت إلى البيت السابع بعد المئة من الطيبة ،وبعد ذلك وجدت صعوبة في الحفظ فقلت له يا شيخي أليس عندك أسهل مما أحفظ فقال لي يا شيخ مصطفى إن الله هيك لترفع الإثم عن مدينة حماة فليس فيها من يقرئ الطيبة وكان قد اهداني نسخة من الطيبة وكتاباً مخطوطاً في تحريرات وجوه القرآن الكريم من طريق النشر هو الروض النضير الذي أدرسه الآن وبدأت أعلم ما تعلمته من الشيخ وكنت أقرأ بضع آيات بقراءة أبي عمرو البصري في كل لقاء رغبة من الشيخ حتى تمكنت منها وعلمتها كثيراً من الناس وقلت للشيخ رحمه الله تعالى أن يأذن لي بأن أصلي إماماً بالناس في صلاة التراويح بتلك القراءة فقال : إن فعلت ذلك فسأنزل إلى حماة وأصلي خلفك ثم ناب عنه لمرضه ابنته وزوجها من آل الشواف فصلوا خلفي في جامع الأيمان.
ثم شاء الله عز وجل أن أمضي في هذا الطريق مع الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى وذلك بعد وفاة الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله تعالى .
كان للشيخ مصطفى رحمه الله حس أدبي رفيع اتسمت معظم أشعاره بالاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف, ولم يفت الشيخ مصطفى أن يذكر شيخه الحامد رحمه الله في بعض ما ألف من قصائد فقال في مطلع قصيدة :
ما دمت أعيش إحساسي …….. سأطيع الله بلا يأس
أواب شيخي هذبني …….. أسعى لله على راسي
الناس معادن شيخي ……… أزكاها الحامد كالماس
وسأله أحد الأشخاص عند رقم هاتفه فقال له: أتريده شعرا ً أم نثراً ؟ قلت : كما تحبون فقال تريده بوزن صعب أم سهل؟ قلت بالسهل، فنظم لي هذين البيتين :
هاتفي خمس وأربع عشرة …… نصفها قرر تمام العشرة
صلوات وتر بينهما …… أسبوع كرر فرقهما
شيوخه :
1- الشيخ عبد العزيز عيون السود قرأ عليه القرآن بقراءة أبي عمرو البصري، وأجازه فيها، وقرأ وحفظ عليه منظومة طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري، وقرأ عليه شرحها لابن الناظم، وقد أهدى إليه الشيخ عيون كتاب : (( الروض النضير )) وكان الشيخ مصطفى بصدد تحقيقه.
2- الشيخ حسن خطاب، شيخ القراء بدمشق، قرأ عليه جزأين من سورة البقرة بالقراءات العشر من طريق الطيبة إفراداً، ثم قرأ عليه القرآن الكريم جمعاً بالقراءات العشر من الطيبة أجزاءً من القرآن الكريم، ولم يكمل لظروف قاهرة، وأجازه فيها وفي القرآن كله.
3- الشيخ محي الدين الكردي، قرأ عليه أكثر من نصف القرآن بقراءة ابن كثير من الشاطبية.
4- الشيخ عبد الغفار الدروبي.
5- الشيخ سعد الدين المراد، تلقى الفقه الشافعي واللغة العربية وقرأ عليه شرح ابن الغزي على متن أبي شجاع
6- الشيخ زاكي الدندشي
7- الشيخ محمود محمد الحامد أخذ عنه العربية.
8- الشيخ محمد علي مشعل، قرأ عليه الجزء الأول من شرح ابن عقيل بالنحو.
9- الشيخ محمد الحامد لازم دروسه حتى وفاته وأخذ منه الفقه والتصوف وعيرها من العلوم النافعة
تلاميذه :
1- محمد محمود حوى ،قرأ عليه ختمة لحفص من عاصم من الطيبة.
2- الشيخ فؤاد عبد الرزاق عقاد، قرأ عليه ختمة برواية شعبة عن عاصم، وختمه أخرى برواية الأصفهاني عن ورش عن نافع، من الطيبة وهو يشبه أداء شيخه مصطفى إلى حد كبير.
3- المهندس رشاد عبد الرحيم الجيجكلي وقد جاء به أخوه وهو في الصف الثالث الابتدائي فحفظ القرآن الكريم في أربعة شهور وكرر مع الشيخ أكثر من مئة وخمسين ختمة.
4- صفوان بن حسن الحاج زين.
5- سمير محمود بري.
ثلاثتهم قرؤوا عليه القرآن الكريم بقراءة الإمام أبي عمرو البصري,
6- أحمد محمد سعيد العمر، قرأ عليه ختمة برواية ورش عن نافع ، وختمة أخرى بقراءة الإمام أبي عمرو البصري.
7- عبد الغني عبد الكريم شمندر، قرأ عليه القرآن الكريم بقراءة الأئمة الكوفيين.
8- حمزة خليف، قرأ عليه القرآن الكريم بقراءة الإمام أبي جعفر المدني.
9- عبد الحميد مصطفى حميدي، قرأ عليه القرآن الكريم بقراءة الإمام يعقوب الحضرمي. وغيرهم من الطلاب الكثير
10- صهر الشيخ حازم أحمد حوا
11- الشيخ عبد الكريم غناجي
12- الشيخ أحمد لطفي
وغيرهم الكثير من الرجال والنساء.
تعرض لمحنة السجن وفك الله أسره بعد سنوات،تولى رحمه الله الإمامة والخطابة في العديد من مساجد حماة كمسجد الفلاح والشريعة والإيمان والنور.
توفي رحمه الله تعالى وغفر له يوم السبت 29 رمضان من سنة 1431ه الموافق 15 أيار 2010م رحمه الله تعالى ونور ضريحه.
______________________________________________
كاتب الترجمة: احمد زياد دندشلي