الشيخ مظهر فايز صالح السيد الملقب ﺑ(قيمة)
مولده و نشأته:
ولد في حماة بتاريخ 20/4/1934م في عائلة لها نسب إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فقد النسب قبل فترة.
نشأ في بيئة محافظة وبين أبوين كريمين وفي كنف الشيخ الصالح محمود عبد الرحمن الشقفة الذي كان له تأثير كبير في تربيته وخاصة في الجانب السلوكي حيث تلقى دراسته في مدارس حماة حتى نال الشهادة الثانوية الفرع الأدبي ثم التحق بكلية الشريعة بدمشق وتخرج منها عام 1965م ثم حصل على دبلوم تأهيل تربوي بعد ذلك كما لازم العديد من علماء حماة ودمشق ومنهم الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت والشيخ حسن حبنكة الميداني وغيرهم كثير في دمشق، وكان الشيخ مظهر بخطبه ودروسه ناصحاً أميناً لعامة الناس وخواصهم فكان الجميع يحبه ويقدره أي تقدير حتى الحكام وولاة الأمر يجلونه ويحفظوا له مكانته لحكمته وأدبه وكان مبتعداً عن أساليب التملق والمداهنة والشدة والقسوة مذكراً لهم أهمية الالتزام بالشريعة الغراء وتطبيق أحكامها0
عمله:
كما كان له نشاط إعلامي لمدة 22 عاماً مع تلفاز دبي على القناة الأرضية ثم الفضائية وتلفاز أبو ظبي ثم قناة الشارقة الفضائية لمدة خمس سنوات بإلاضافة للعديد من المشاركات في القنوات والاذاعات المحلية أما بفتاوى شرعية أو ندوات أو أحاديث دينية وتربوية .
كما درس في جامعة الشارقة بطلب من سمو حاكمها مادة الثقافة الإسلامية وكان له كثير تاثير كبير ملموس في توجيه الطلاب والطالبات حيث يفتح لهم مجالاً لطرح الأسئلة عليه ثم يناقش مايستشكل عليهم من أمور في قضايا معاصرة فيميط اللثام عنها ويبين حكم الشرع فيها اضافة الى تأثيره الروحي والوجداني في نفوسهم برحابة صدره وحلمه ودماثة خلقه وأدبه وغزارة علمه ومعرفته.
كما كلفه حاكم الشارقة بإعداد مكتبة مركزية للشارقة فقطع في تأسيسها شوطاً كبيراً ثم عينه سمو الحاكم عضواً في مجلس الشارقة للتعليم.
وفاته:
وفي يوم 9/7/2007م سافر إلى دمشق ثم إلى حماة بلده وبعدها بيومين في مساء الأربعاء 11/7/2007م توفي على أثر نوبة قلبية رحمه الله تعالى.
كتب ماتقدم عنه تلميذه مروان وحيد شعبان:
قلت المؤلف: ومما سمعته عن الطبيبة المعالجة له في الأمارات أنه قال لها قبل سفره إلى حماة (انني أتمنى أن أموت بحماة وأرجو الله أن يكون أجلي في حماة) رحمه الله تعالى وأناله مايتمناه حباً لبلده واخلاصاً إليها كما علمت من السيد مصطفى غناج أنه كان ينوب عن الشيخ عبد الحميد طهماز في الدرس بجامع السلطان عند غيابه .
ومما كتبه تلميذ المترجم تحت عنوان: (عرفت الشيخ رحمه الله تعالى) قال: لازمت الشيخ مظهر رحمه الله تعالى في آخر سبع سنوات من حياته ملازمة تامة ففي أغلب أيام الأسبوع كنت أمر عليه في الصباح ونتوجه معا إلى المكتبة لترتيب شؤون المكتبة المركزية ثم أقرأ عليه الفقه (حاشية الباجوري في الفقه الشافعي) وكان رحمه الله عالماً لكنه عامل ورع تقي يعرف ذلك منه كل من عايشه في دماثة الأخلاق والتواضع وحسن المعاملة ورد الجميل والوقار وكنت لا أشعر إلا أنني ولده من شدة حبه وحنانه واهتمامه وهذا مايشعر به كل من لازمه .
كان مبادراً للخيرات مسارعاً في الصالحات فلا أكاد التقي به إلا ويقول لي: فلان له حاجة ذكرني أقضيها له فلانة أرملة أو مريضة أو أو 000الخ ذكرني أرسل اليها مساعدة سمعت أن فلان ترك عمله وبحاجة إلى بعض المال خذ هذه الفلوس وأعطه إياها فلان مريض فلنزره فلان من غير عمل ذكرني أن أكلم له فلان .
فكان بوابة للضعفاء والمطلوبين لولاة الامر والمسؤولين .
كان يغضب لله غضباً شديداً ويحمر وجهه 000 إلى أن قال: كلمني في صباح يوم سفره إلى حماة فودعته في المطار وكأنه كان يشعر برحيله فقال لي: خذ مفتاح المكتب واهتم بشؤون المكتبة ثم عانقني بحرقة وقال: سأشتاق لك كثيراً 000 إلى أن قال: هنيئاً لتربة حماة التي ضمت جسدك الطاهر الطالح المبارك هنيئاً لكل من أحبك وأحببته في الله هنيئاً لكل من صادقك وعايشك واستفاد من حكمتك وعلمك وحالك….. الخ.
___________________________________________________________________
كاتب الترجمة: نقلاً عن كتاب من مشاهير و علماء حماة – عبد المجيد محمد منير الشققي