الشيخ عبدالقادر الكيلاني
مولده و نشأته:
ولد الشيخ عبد القادر الحسني الكيلاني في أواخر القرن التاسع عشر عام 1874م (ويقال 1876م ) في مدينة حماة السورية ، وقد كان إنساناً فاضلاً ورجلاً بارزاً وعلماً في مدينته.
تزوج الشيخ عبد القادر الحسني الكيلاني من ابنة خاله هاشم الكيلاني وأنجبت منه ثلاثة أولاد ذكور وابنتين. وكان وحيداً لوالديه من الذكور لم تكتحل عيناه برؤية والده فقد توفي وهو صغير، فتربى في حجر جده لأمه السيد محمد علي الكيلاني حتى بلغ سن الرشد وفي هذا السن أخذ ينهل من معين الثقافة الشرعية، فكان يؤم مجالس العلماء والمشايخ الذين رحبوا بتدريسه الفقه والأدب والعلوم الشرعية.
في مطلع القرن العشرين آثر الشيخ عبد القادر خدمة بلدية حماة، وأخذ على نفسه العهد أن يعلي مقامها بين المدن الشامية، فما أن أصبح عضواً في مجلس إدارة متصرفية حماة حتى انتخب رئيساً لبلدتها، فكان أول مشروع حضاري قرت عيني حماة به هو أن أنجز في عهد رئاسته لبلدية حماة تجديد ( جسر السرايا ) الذي يحتضن مقهى الفراية في ساحة العاصي . وكان لا يغمض له جفن ايلاً حتى يتفقد إضاءة بلدته إذ أن البلدة كانت تضاء آنذاك بفوانيس تعمل على زيت الكاز . وكان لا يهدأ نهاراً حتى يتفقد الشوارع العامة. فوسع شارع المرابط وغيره من الشوارع الضيقة .
انتخبه أهل حماة نائبا في ولاية سورية عن حمص وحماة في مجلس المبعوثان، فارتحل إلى الأستانة، وتعرف على كبار الشخصيات العربية كالأمير فيصل الهاشمي، والأمير شكيب أرسلان ثم عاد إلى حماة فشهد دخول القوات العربية إلى سورية، وانتخب نائبأ في أول مجلس نيابي عربي، المؤتمر السوري، عن مدينة حماة عام 1919.
انتخبه أعضاء المؤتمر السوري في تموز من عام 1919م عضوا في لجنة “القانون الأساسي”.
انتخب الكيلاني ممثلا عن حماة للمرة الثالثة في المجلس التمثيلي لدويلة دمشق عام 1923.
انتخب مرة رابعة عام 1928 في المجلس التأسيسي فكان من واضعي دستور ذلك العام.
اختير وزيرا للزراعة والتجارة والاقتصاد في حكومة الشيخ تاج الدين الحسني الأولى التي تشكلت في الخامس عشر من شباط 1928 واستمرت حتى التاسع عشر من تشرين الثاني1931م، لكن عبد القادر الكيلاني غادر الحكومة في التعديل الحكومي الثاني الذي جرى فيها في السابع والعشرين من تشرين الأول 1930م.
كان من مفاخره أثناء الوزارة، المعرض الصناعي الذي أقيم في دمشق في العاشر من أيلول عام 1929م والذي شارك فيه أكبر الصناعيين والتجار في سورية.
شارك في سنة 1931 بمؤتمر القدس الذي دعا إليه الشريف حسين بن علي.
شارك في النضال ضد الانتداب الفرنسي، فكان من مؤسسي الكتلة الوطنية في بيروت في العشرين من تشرين الأول 1927م، مع صديقه هاشم الأتاسي، وابراهيم هنانو، وعبد الرحمن الكيالي، وعبدالحميد الكرامي، و الأمير سعيد الجزائري، وفاخر الجابري، ومظهر رسلان، وعفيف الصلح، ونجيب البرازي، وإحسان الشريف، وعبدالله اليافي، وعبداللطيف بيسار، وعبدالرحمن بيهم، وخير الدين الأحدب، وعارف الحسن الرفاعي (الطرابلسي).
شارك في الاجتماع الذي دعا إليه هاشم الأتاسي في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) في مدينة حمص عام 1932م وحضره أكثر زعماء الوطن، وفي هذا المؤتمر تم الإتفاق على النظام الأساسي للحزب.
ترأس في عام 1935م لجنة تنظيم أعياد الربيع بمدينة حماة مساهما في إعادة تنشيط الحالة الاقتصادية لمحافظة حماة وتقوية دعائم العمل الوطني.
كان رحمه الله عالما فقيها وخطيبا، لم يترك العمل الديني بالرغم من انشغاله بالسياسة، فكان يخطب بعض الجمع في جامع أجداده “الشيخ إبراهيم” قرب داره في حي الحاضر.
استلم مشيخة السجادة القادرية فترة بسيطة بعد وفاة شيخها الشيخ المرحوم عبد الجبار ابن محمد مكرم الكيلاني.
أنشأ دار العلوم الشرعية وهي من ملحقات جامع الشيخ ابراهيم الكيلاني في محلة الدباغة والتي تخرج بها الكثير من رجالات حماة وعلمائها.
كان رؤوفاً رحيماً بأسرته وبناته وكثيراً ما كان يردد قوله الرسول صل الله عليه وسلم / ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم / ومن هذا المنطلق رفع لواء تعليم المرأة في حماة فكانت خطبه ومحاضراته ومناقشاته في جلسات المؤتمر السوري تحض على تعليم المرأة وجعلها إنسانة بارزة جديرة بكل احترام. وعندما تأسست دار المعلمات بدمشق في عام 1924م كانت ابنتاه من أوليات من انتسبن إليها.
الأوسمة والرتب التي حصل عليها:
حاز على رتبة “كبار المدرسين” في العهد العثماني، ثم على “باية إزمير” الرفيعة.
النيشان العثماني الثالث.
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
وفاته:
توفي رحمه عام 1948م. و دفن في قبة الشيخ خلوف
____________________________________________________
كاتب الترجمة: نقلا عن موقع التاريخ السوري المعاصر – و موقع ويكيبيديا