الشيخ الأستاذ محمد سعيد زهور عدي
مولده و نشأته:
ولد في مدينة حماة وتوفي فيها. قضى حياته في سورية وتركيا. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والحساب في الكتاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية ودرس العلوم الدينية وجانبًا من العلوم الحديثة، كما تعلم التركية، ثم التحق بالمكتب الإعدادي الملكي، فدرس الرياضيات والعلوم والفلسفة والمنطق، كما تعلم الفرنسية والفارسية، ثم التحق بالجامع النوري وتلقى عن شيوخه.
عمل معلمًا في مدينة حماة، ثم استدعي إلى الآستانة والتحق بتكية أبي الهدى الصيادي وبقي فيها شهرين، ثم عاد إلى حماة كاتبًا لحسابات التكية الهدائية، ثم رجع إلى التعليم فاشتغل مدرسًا في مدرسة ترقي الوطن الأهلية، وبتكليف من الحاكم العسكري لحلب تولى رئاسة تحرير جريدة حلب الرسمية، ثم قامت إدارة الانتداب الفرنسي بإحالته إلى التقاعد (1934) فتابع العمل مدرسًا في دار العلوم الشرعية. وكان قد كف بصره… كان عضوًا في الحلقة الفكرية الأدبية التي كانت تعقد في جامع النوري بحماة .
نشط في مجالات العمل الثقافي والاجتماعي والسياسي، وقاد الحركة الوطنية في مدينة حماة ضد الاستعمار الفرنسي مع زملاء له. وكان من أصحاب الرأي المستنير في قضايا تعليم المرأة، يكتب مقالاته في جريدة حلب داعيًا إلى الإصلاح والتحديث، ومتواصلاً مع قضايا العرب في كل مكان، فناصر ثورة سعد زغلول في مصر (1919) ضد الانتداب البريطاني.
جمعت بعض قصائده مع ترجمة له ضمن كتاب: «صورة رائد نهضوي من حماة»، وله قصائد نشرت في صحف ومجلات عصره منها: «إلى روح النبي» – مجلة الحقائق – م2 – دمشق 1911، و«فتاة الرومللي» – جريدة المفيد – بيروت 1918، و«في سبيل النهضة العربية والقائمين بها» – جريدة حلب – 3/4/1919، و«تحية البلاد العربية» – جريدة حلب – 7/4/1919، و«عتاب في نسيب» – جريدة المقتبس – 22/3/1925 ،،، له كتاب: «القول الوافي في العروض والقوافي» – حماة – مطبعة الإصلاح – 1929، وله كتاب ضخم ضم عددًا من مقالاته التي كتبها في موضوعات مختلفة تصب في اتجاه قضايا المجتمع السوري منها: «ليس في سورية شعوب بل شعب واحد – القومية والطائفية – صفة التعليم – عصرنة المدارس الشرعية».
كتب القصيدة العمودية والتزم تقاليدها لكنه جدد في موضوعاته، وأكثر شعره جاء في الموضوع الوطني، فنظم في تحية البلاد العربية، وتحية النهضة العربية والقائمين بها. ومن الأغراض التقليدية نظمه في المديح النبوي، كما نظم في النسيب والعتاب. لغته قوية جزلة وتراكيبه متينة، يحتفي بالأساليب البلاغية التقليدية من مجاز وبديع، وتشف قصائده عن نزعته الإصلاحية والقومية.
نماذج من شعره :
من قصيدة : إلى روح النبي (صلى الله عليه وسلم)
سلامٌ عـلى روحٍ سمتْ فـي الـورى قــــــدرا
وقـامتْ بأعـمـالٍ فأدهشـتِ الـدَّهــــــــرا
محتْ ظلـمةَ الإشـراكِ واستبـدلـتْ بـهـــــا
ضـيـاءَ الهدى بـالرفْقِ والنُّصْح والــــذكرى
أجل إنهـا روحٌ رقتْ وتقـــــــــــــــدَّستْ
وبـزَّتْ بسـامـي مـجـدِهـا الأنجـمَ الزهــرا
أجل إنهـا روح النـبـيِّ محـــــــــــــمدٍ
أجلِّ الـورى قـدرًا وأعـلاهـــــــــمُ فخرًا
سلامٌ عـلـيـهـا بـل وألف تحـــــــــــيةٍ
مدى الـدهـر لا تـنفكُّ تُتلى لهـــــا تَتْرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن صفحة الأستاذ وليد قنباز
مصادر الدراسة:
_______________________________
– أ. وليد قنباز: مأثرة حمصية جديدة – صحيفة الفداء اليومية – حماة – العدد 11430 – الصادر في 8/1/2001.
– أ. عبدالمعين الملوحي: الشيخ محمد سعيد زهور عدي – رائد النهضة العربية (مخطوط).