الشيخ محمد أديب بديع الكيلاني
مولده و نشأته:
ولد العالم الرباني والصوفي الزاهد الشيخ محمد أديب بن بديع الكيلاني بمدينة حماة عام [ 1937م ] في أسرة عريقه تنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني دفين بغداد وفي محيط هذه الأسرة التي أشتهرت بالعلم والزهد والتصوف وقدمت العديد من العلماء والأعيان والشعراء والمتصوفة نشأ الشيخ محمد أديب فكان زاهداً عابداً صواماً ملتزماً مواظباً على دروس العلم والدين , وبعد حصولة على الشهادة الثانوية انتسب إلى جامعة دمشق كلية الشريعة وبعد تخرجه تابع تحصيله العلمي فحصل على درجة الماجستير في التربية , لازم كبار العلماء بدمشق وأخذ عنهم العلوم الشرعية منهم الشيخ العلامة عبد الكريم الرفاعي والعالم الزاهد الشيخ محمد الهاشمي التلمساني نزيل دمشق أخذ عنه أصول الدين وطريقته في الزهد والتصوف وبعد وفاته لازم الشيخ عبد القادر عيسى ثم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري الذي أجازه بالتسليك والإرشاد في الطريقة الشاذلية وأخذ الفقه الحنفي بحماة عن مفتي السلمية العلامة الشيخ محمود بن أحمد الشقفة ولازم دروس الشيخ محمد الحامد في جامع الأحدب وبعد تخرجه من الجامعة دّرس في حلب ومنبج وخان شيخون وكفر تخاريم وحماة , واتخذ من دار الفقراء بحماة مركزاً لنشاطه الدعوي وإرشاده السلوكي , وكانت له دروس عامة وخاصة يدرس فيها جوهرة التوحيد للشيخ ابراهيم الباجوري وإحياء علوم الدين للإمام أبي الحامد الغزالي والتفسير الكبير للرازي , وكان له درس عام في جامع المناخ يشرح فيه جوهرة التوحيد ويـبـيـن العقيده الاسلاميه الصحيحة الصافية فازدحم المسجد حتى غص بالرواد وطلبة العلم وأغلقت الشوارع المحيطه بالمسجد لكثرة الوافدين من حماة وريفها , وكان له درس في الزاوية الكيلانية وحلقة ذكر في منزل السيد حسين الشقفة رحمة الله تعالى يدرس فيها البرهان المؤيد للشيخ أحمد الرفاعي الكبير ويشرحه شرحاً لطيفاً بديعاً وكان يحضره الشيخ المربي عبد الرحمن الشاغوري أثناء زيارته لحماة , لازم العارف بالله الشيخ محمود عبدالرحمن الشقفة وكان يحضر حلقات الذكر ومجالس الصلاة على النبي في الروضة الهدائية .
أخلاقه:
امتاز رحمه الله بالأدب الرفيع والزهد والتواضع ونقاء السريرة وثقته المطلقة بقضاء الله وقدره والتزامه الشديد بالكتاب والسنة وحبه للفقراء والمساكين وتقديرة للعلماء والعاملين , وكان رغم معاناته من المرض صاحب قوة وعزيمه كبيرة ينوب عنه في دروسه حال مرضه شيخنا الفقيه عبد المجيد عرفه رحمه الله تعالى (ت 1982 م ) .
أما تلاميذه فكثر يصعب حصرهم فقد أخذ عنه الكثير من طلبة العلم الشرعي والمتصوفة والزاهدين شرح و تحقيق كتاب الشيخ ابراهيم الباجوري في علم التوحيد بالإشتراك مع الشيخ عبد الكريم التتان وسماه بـ (( عون المريد شرح جوهرة التوحيد )) قدم له وراجعه كل من الشيخين العلامة عبد الكريم الرفاعي و العلامة وهبي سليمان غاوجي الألباني رحمهما الله تعالى .
وفاته:
استشهد رحمه الله تعالى أثناء أحداث حماه عام [ 1982 م ] في حي الكيلانية رحمه الله تعالى.