الشيخ العلامة فارس بن أحمد بن محمد الشقفة

(( 1326هـ =1908م ))

هو العالم الجليل الورع التقي النقي، شيخ شيوخ أل الشقفة وغيرهم في عصره وأستاذهم، قل نظيره في العالمين العربي والإسلامي، ولذا طار صيته في الآفاق ،ووصل إلى حاضرة العلوم العربية والإسلامية القاهرة وأزهرها الشريف ، وإلى الأستانة حاضرة الخلافة العثمانية، وقد وهبه الله تعالى حافظة قوية ، من النادر أن تتوفر في الإنسان ، إذ كان يحفظ من المرة الثالثة بينما أخوه حسون يحفظ من المرة الأولى، أخذ العلم عن الشيخ محمد حسن عرفه المشهور بالمستور، وعن الشيخ أحمد الدباغ، كان رحمه الله إماماً وخطيباً في مسجد البحصة ، عاصر الشيخ الجليل إبراهيم الحافظ ،كان رحمه الله يشار إليه بالبنان، استدعي أكثر من مرة إلى الأستانة، إذ كانت الخلافة العثمانية تجمع كبار العلماء ،ومنهم الشيخ فارس ،وكان أهل حماة إذا أراود أن يحتجوا على ظلم وقع بهم، جمعوا مفاتيح حوانيتهم وأتو بها إلى الشيخ فارس ، ليقوم بمطالبة السلطات القائمة برفع الظلم عنهم ،وأنهم لن يعودوا إلى فتحها حتى تتحقق مطالبهم.

ويروى أن والده أرسله في تجارة خيل وأبل إلى مصر، فأحب أن يذهب للأزهر، وبينما كان يتجول في أروقة الأزهر، وجد عالماً يشرح لطلابه مسألة وفيها خطأ من الشيخ، فوضع يده على كتف الشيخ وقال له: ))ليست المسألة كما ذكرت ،المسألة حلها كذا وكذا، وتجدها في الكتاب كذا صفحة كذا، فقال له الشيخ من أي بلاد الشام أنت؟ قال من حماة الشام ،فقال على الفور :سألتك بالله العظيم أنت فارسها أم طربينها ؟ إشارة إلى الشيخ محمد حسن طريين أحد علماء حماة الأفاضل فقال: فارسها ، فقام الشيخ وقبل يده ورأسه وطلب منه الدعاء )) تخرج على يده الكثير من العلماء ،منهم أخوه الشيخ حسون ،وابن عمه الشيخ محمد بن محمد ،والشيخ القاضي مصطفى حنحون الحداد، والشيخ صالح سلطان ،وولد الشيخ فارس الشيخ أحمد. توفى رحمه الله سنة 1908م على الأغلب والله أعلم ،ومن الذين رثوه بعد وفاته تلميذه الشيخ مصطفى حنحون الحداد بقصيدة كتب فيها على تحجيرة قبره هذه الأبيات :

بكت العلوم لفقد فارسها الذي دهراً على نشر العلوم قد عكف

حبر لقد خدم الشـريعة مخلصاً وفقا ً لفقه الدين أثار السـلف

فدعاه للفرق العليــة ربه وحماه من إحسـانه حلل الشرف

فلان ثوى بالرمس فهو بروحه من ذلك التـاريخ حي بالفرف

_____________________________

مصدر الترجمة : كتاب سير تراجم علماء ومشايخ حماة – تأليف أحمد زياد الدندشلي