الشيخ سعد الدين المراد
اسمه ونسبه:
هو فضيلة العالم المربي الواعظ الخطيب المرشد الشيخ سعد الدين بن الشيخ محمد سليم الثاني بن الشيخ محمد علي الأول بن الشيخ محمد سليم الأول المراد، الشافعي مذهباً، الحمَوي بلداً.
وآل المراد أسرة عريقة عرف منها عدد من العلماء والشهداء والصلحاء.
مولده ونشأته:
ولد عام 1931م بمدينة حماة من أبوين صالحين، فتربى تحت كنفهما التربية الصالحة ، وطلب العلم مبكرا، فالتحق بالكتاتيب، ففيها ابتدأ بتعلم القرآن الكريم والكتابة، ولما بلغ السابعة من العمر دخل المدرسة الابتدائية دار العلم والتربية، فتعلم فيها مبادئ العلوم الشرعية والعلمية، وتخرج فيها عام 1945 م حاملاً شهادة الدراسة الابتدائية.
ثم التحق بمعهد التجهيز الشرعي الهدائي الذي أسسه العالم العامل الشهيد الفاضل الشيخ محمود الشقفة رحمه الله تعالى؛ ويسمى هذا المعهد (التكية)، تخرج فيه بتفوق عام 1949م .
ثم التحق بـ ( معهد العلوم الشرعية ) بمدينة حلب الشهباء ، والذي يعرف باسم المدرسة الشعبانية ، عام 1950م، وتخرج حاملاً الشهادة العالية في العلوم الشرعية سنة 1955م.
الشيخ خطيب مفوَّه، وقد خطب في عدة مساجد تطوعاً منه في القرى التي حلَّ بها أو دعي إليها أو أرسله مشايخه إليها ، وكذلك في مساجد أحياء حماة التي يكلف فيها بالوكالة تدريساً وخطابةً .
وله نشاط ملموس في مدينة حلب، تشهد له العديد من المنابر وحلقات الوعظ والتدريس،وأكثر ما كان يخطب الجمعة في حيي ( الكلاسة والأنصاري ) ، كما كان يدرس في جامع أبو الرجا وجامع الحارة .
الأعمال والوظائف التي شغلها:
إمامة المساجد : كان يؤم المصلين في جامع الجديد ، ويدرس ويخطب وكالة عن أعمامه ، ثم عين إماماً رسمياً في مسجد الأحدب عام 1956م ، ثم نقل إلى مسجد السلطان وذلك في عام 1961م ، وبعد هدمه ، انتقل إلى مسجد ( باب البلد ) عام 1964م فبقي فيه حتى أعيد بناء مسجد ( السلطان ) فعاد إليه ، ثم بعد ذلك رجع إلى مسجد ( الأحدب ) حيث كانت رغبته عام 1971م إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة عام 1981 م .
الخطابة : كان للشيخ حضور واضح في فن الخطابة، فكان خطيباً مفوهاً، يملك مهارةً عالية في اختيار الكلمة المعبرة المناسبة ، مع الإحاطة بالموضوع من شتى جوانبه ارتجالاً ، إضافةً إلى تفاعله مع الكلمة ، وصدقه في توجيهها وإلقائها ، لتترك أثراً في النفوس والقلوب .
التدريس في معهد الروضة الهدائية الشرعي: تمَّ تعيينه رسمياً في عام 1959م ، وكلف فيه بتدريس المواد الشرعية والعربية ، ثم أسند إليه مؤسس المعهد ومديره فضيلة الشيخ محمود الشقفة رحمه الله تعالى عملاً آخر – إضافة إلى التدريس – ألا وهو الإشراف والتوجيه ؛ ثم عهد إليه بأمانة السر ، ثم وكيلاً للمدير ( نائباً له ) ثم سلمه الإدارة بأكملها ، وظل ملازماً فيه ومديراً للمعهد إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة عام 1981م.
التدريس في الثانوية الشرعية: عيِّن مدرساً لكافة المواد الشرعية في مدرسة ( الثانوية الشرعية) بحماة من قبل وزارة الأوقاف في عام 1962م ، واستمر حتى عام 1981 م ، كما كان ينتدب دائماً إلى دمشق لتصحيح أوراق الامتحانات الوزارية.
التدريس الديني العام ( الوعظ والإرشاد ): عُيِّن مدرساً دينياً عاماً في جميع مساجد مدينة حماه وما حولها عام 1965م ، وانتدب إلى منطقة ( مصياف ) ، ثم نقل إلى مدينة حماة عام 1970 م .
التدريس في المدارس الخاصة : كان للمدارس الخاصة نصيب من علمه وتوجيهه ، فدرَّس مادة التربية الإسلامية في مدرسة ( الصديق الإعدادية الخاصة ) ، ودرَّس مادة اللغة العربية في مدرسة ( التربية الاجتماعية).
وكان عضواً في جمعية العلماء بحماة، وقد اختير بعد انتخابات الجمعية ليكون عضواً عاملاً في إدارتها، وذلك عام 1964م ، وكان له نشاط خاص تفرد به إضافة إلى النشاط العام .
من مشايخه:
والده الشيخ محمد سليم المراد (الثاني).
عم والده الشيخ حسن المراد ، حيث درس على يديهما القرآن الكريم.
الشيخ حسن الشحمة الدندشي ، الذي تعلم الكتابة على يديه.
عمه الشيخ محمد ظافر المراد ، الذي كان قد تأسس على يديه وهو صغير في قراءة القرآن الكريم وتلاوته
الشيخ أحمد الحامد الخياط ، كان يقرأ القرآن الكريم عليه تلاوةً وحفظاً.
فضيلة الشيخ الشهيد محمود عبد الرحمن الشقفة.
الشيخ محمود العثمان، درس الفقه الشافعي عليه.
الشيخ محمود الرياحي، درس عليه الفقه الحنفي.
الشيخ محمد علي الشقفة، درس عليه الفرائض.
الشيخ محمد نجيب خياطة درس عليع التجويد والفرائض.
الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، درس عليه التفسير.
ودرس على الشيخ عبد الرحمن زين العابدين شقيق الشيخ محمد أبو الخير العقيدة .
ودرس على الشيخ عبد الله سراج الدين التفسير والحديث وعلم المصطلح .
ودرس على الشيخ محمد هلال النحو لابن عقيل.
ودرس على الشيخ أحمد القلاش الفقه الشافعي والفرائض .
ودرس على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أصول الفقه الحنفي .
ودرس على الشيخ محمد أديب حسون الفقه الشافعي .
ودرس على الشيخ علاء الدين علايا تاريخ التشريع.
ودرس على الشيخ أسعد العبجي – مفتي الشافعية بحلب – أصول الفقه الشافعي .
ودرس على الشيخ محمد حماد الفقه الشافعي .
ودرس على الشيخ بكري رجب الشعر والعروض.
ودرس على الشيخ محمد المعدل البلاغة.
ودرس على الشيخ عبد الوهاب سكر الخطابة .
ودرس على الشيخ عبد الوهاب التونجي – وكان القاضي الممتاز في حلب – التعبير والإنشاء .
ودرس على الشيخ محمد الملاح الفقه الحنفي والحكمة من التشريع. وغيرهم كثير.
وممن كان له أثر فيه في سلوك طريق التزكية والتربية العالم المرشد الشيخ محمد الهاشمي، والعالم الفقيه المربي الشيخ محمد سعيد البرهاني، وصحب فضيلة الشيخ عبد القادر عيسى وسلك على يديه، وتعرف من خلاله على الشيخ محمد الهاشمي . ولقي بمصر العلامة الكبير الشيخ سلامة العزامي وتأثر بحاله، وأجازه فضيلة العالم المعمَّر الشيخ محمد إبراهيم الفاسي المكي بالحديث وطريق التزكية والسلوك.
مؤلفاته:
لم يتجه الشيخ – رحمه الله تعالى – للتأليف ، وإنما عني بتربية الأجيال عن طريق التدريس والإرشاد والخطابة، وقد جمعت خطبه في كتاب حافل ، سمِّي:
درر العلماء وزاد الأتقياء : وهي عبارة عن خطبه المنبرية التي ألقاها ارتجالاً في مسجد الهادي ، وقد تناول فيها مواضيع مختلفة في الأحكام الشرعية والإيمانيات والمناسبات والسيرة النبوية ، وهي عدة أجزاء ، طبع منها ثلاثة أجزاء والباقي تحت الطباعة .
وله عدد من الرسائل النافعة في التربية والتزكية والتوجيه والإرشاد .
وخلف عدداً من الأبناء البررة والتلاميذ الأوفياء .
وفاته:
تُوفي فضيلة الشيخ سعد الدين المراد ليلة الجمعة وقت السحر 1 شعبان 1435 هـ الموافق 30 مايو 2014، وذلك في جدة في المملكة العربية السعودية، ونقل إلى المدينة المنورة ودُفن في البقيع، رحمه الله تعالى وأثابه رضاه.
_________________________________________________________________
كاتب الترجمة : اختصرها الشيخ أحمد بلال بيانوني