الشيخ بدر الدين الفتوى

مولده و نشأته:

ولد في حماة في عام ( ١٣٣٠هـ) الموافق عام ( ١٩١١ م) من عائلة دينية مرموقة فأبوه الشيخ عبد الهادي الفتوى المولود عام ( ١٨٨٠ م) والمتوفى عام ( ١٩١٣ م) كان من العلماء وأمينا للفتوى بحماة ومن قبله جده العلامة الشيخ أحمد الدباغ المولود عام ( ١٨٣٧ ) والمتوفى عام (١٩٠٢ م) كان من كبار العلماء وأمينا للفتوى بحماة ومن قبله والد جده العلامة الكبير الشيخ محمد الدباغ المولود عام ( ١٨٠٩ م) والمتوفى عام ( ١٨٧٠ م) كان أول من تولى أمانة الفتوى بحماة من العائلة الذي بعد وذاع صيته في البلاد وكان له اليد الطولى على علماء حماة وقد سميت عائلة آل الدباغ بآل أمين الفتوى نظراً لاستمرار أمانة الفتوى فيهم وتعرف عند الناس اليوم بالفتوى والشيخ المترجم معروف باسم الشيخ بدر الفتوى.

 

أما من ناحية أمه فجده العلامة الشيخ محمد علي المراد المتوفى عام ( ١٣٤٣هـ) الموافق عام (١٩٢١م) عن عمر يناهز الستين عاماً وهو من تلامذة جده الشيخ أحمد الدباغ ومعيد درسه وهو ابن العلامة الشيخ سليم المراد المتوفى عام ( ١٣٠٨هـ) الموافق ( ١٨٩٠ م) عن عمر يناهز الستين عاماً وهو من تلامذة والد جده الشيخ محمد الدباغ

 

توفى والده الشيخ عبد الهادي وعمره سنتان فنشأ الشيخ بدر وأخوته عند أخواله وأدرك جده لامه وعمره عشر سنوات وقد كان أخواله من طلبة العلم وخاصة خاله الشيخ ظافر المراد المولود عام ( ١٨٨٩ م) والمتوفى عام ( ١٩٦٩ م).

 

في هذه البنية العلمية والخلقية من عائلة والده وعائلة أمه فنشأ الشيخ بدر ودرس في المدارس الابتدائية بحماة ثم بمدرسة دار العلوم الشرعية التي افتتحتها وزارة الأوقاف عام ( ١٩٢٤ م) بجهود الشيخ سعيد النعسان مفتي حماة والتي صار مديراً لها الشيخ توفيق الصباغ وكان من أساتذتها الشيخ مصطفى علوش والمقرىء الحافظ الشيخ محمد بوشي الشققي والشيخ محمدسعيد زهور عدي ومن زملائه في الدفعة الأولى الشيخ محمد الحامد والشيخ عبد الله الحلاق والشيخ خالد الشقفة والشيخ محمد سيادي المراد والشيخ محمود الرياحي والشيخ صالح النعمان والشيخ محمد علي الشقفة وغيرهم…

 

وقد كان للشيخ سعيد النعسان إشراف عام على المدرسة ومتابعتها وكان معظم تلامذتها يترددون على الشيخ النعسان في الجامع النوري وخاصة -الشيخ بدر المترجم – لعلاقته مع والده وتلمذته على جده الشيخ أحمد الدباغ ومن أساتذته والذي كان يحضر دروسه واستفاد منه الكثير والذي صار ينهج نهجه السلفي هو والشيخ سعيد الجابي الذي كان له تلمذة على جده الشيخ أحمد الدباغ كما كتب الأستاذ الشاعر ياسر الفتوى وقال: رحمهم الله جميعا فقد كانوا موارد علم لا تنضب ومعالم نور مضيئة لمدينة حماة التي عرفت على ندى تاريخاً الطويل بوفرة علمائها وتنوع مواهبهم وعطاءهم المشرف

 

كلف بالتدريس العام بحماة بعد وفاة الشيخ سعيد الجابي المدرس العام بحماة كما كان له دروساً دينية يقيمها للنساء – في هذه المدينة الفاضلة حماة – في عدد من المساجد تقام عادة ضحوة النهار في الغالب بحيث تشمل أكثر أحيائها ضمن برنامج يومي منظم يزودهن بالعلم اللازم لهن ويصقل نفوسهن ويسمو بهن إلى ما يتطلبه ديننا الحنيف منهن في هذه الحياة من علم وخلق فاضل هذا بالإضافة إلى دروسه المستمرة في المساجد للرجال.

 

لقد عرف عن المترجم حفظه للقرآن الكريم وإجادته في علم التفسير وطلاقة لسانه وبراعته في بيان معاني آياته ومعاني آيات الأحكام منه بأسلوب خاص به يلامس شغاف قلوب السامعين الذين يتحلقون حوله في دروسه المتتابعة في عدد من المساجد بحماة وصار له تلامذة ومريدين من الشباب والكهول يترددون عليه في دروسه ويأخذون عنه الأخذ الأقوم والصواب الأصوب ويذكرونه دائماً بالخير والعطاء

 

كما كان ينتدب لتدريس مادة الدين في ثانويات حماة ذكوراً وإناثاً وقد افتتح مدارس في حماة ورياض للأطفال وغيرها ولم تدم طويلا. هذا بالإضافة لإمامته وخطابته في يوم الجمعة للمصلين في المسجد الذي يعهد إليه فيه ومنها جامع المدفن فلا أزال أذكر كيف كان يدرس فيه بين صلاة المغرب والعشاء مع حضور جمع غفير من المواطنين.

 

توفي رحمة الله تعالى يوم الجمعة بتاريخ ١٦ ربيع الآخرة من عام ( ١٤٠٥ ه) الموافق ٨ آذارعام ( ١٩٨٥ م) وشيع جثمانه بعد عصر يوم الجمعة إلى مقبرة الخضراء. وقد نعته وزارة الأوقاف وإدارة الإفتاء العام وجمعية العلماء ومديرية الأوقاف بحماة وإخوته وأولاده وذويه في منشور واحد تحت اسم العلامة الأستاذ بدر الدين أمين الفتوة رحمه الله تعالى.

______________________________________________

كاتب الترجمة: من كتاب مشاهير وعلماء حماة – عبدالمجيد محمد منير الشققي