الشيخ سعيد محمد ديب حوى

مولده و نشأته:

هو سعيد بن محمد ديب حوَّى النعيمي، ولد في مدينة حماة بسوريا سنة 1354-1935م. نشأ في عائلة معروفة، وكان والده من المجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا، تعهدته جدّته بالتربية والتهذيب بعد وفاة والدته وهو في الثانية من عمره.

نشأته:

كان مولعاً بالقراءة وحفظ القرآن منذ صغره، وتولى تحفيظه سيدة كفيفة من أقربائه.

التحق بمدرسة ابن رشد الثانوية، وبدا عليه التميز في عدة مجالات أبرزها تمكنه من الخطابة، وسرعان ما التحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو لا يزال في الصف الأول الثانوي عام 1372ه-1952م، في الوقت الذي كانت سوريا تموج بالتيارات الفكرية المختلفة من قومية، واشتراكية، وبعثية.

التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق سنة 1376 ه-  1956م، وتتلمذ فيها على يد كبار أساتذتها، كالدكتور مصطفى السباعي، والشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ فوزي فيض الله، والدكتور معروف الدواليبي، وتخرج سنة 1381 هـ –  1961م.

كما تتلمذ على يد كبار مشايخ زمانه كالشيخ محمد الحامد، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ عبد الوهاب دبس، والشيخ عبد الكريم الرفاعي.

التحق بالخدمة العسكرية ضابطًا في كلية الاحتياط بعد عامين، وتزوج في هذه الفترة وأنجب.

عمله في الدعوة:

عمل الشيخ سعيد حوى في التدريس، حيث سافر إلى المملكة العربية السعودية سنة 1386ه – 1966م وعمل في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية لأربع سنوات، ثم عاد إلى سوريا، وعمل في الدريس لثلاث سنوات إلى حين اعتقاله الذي استمر خمس سنوات من 1973 م إلى 1978م؛ بسبب مشاركته في أحداث الدستور سنة  1973م التي انطلقت احتجاجًا على تغيير حافظ أسد للدستور، وخلوه من النص على أنَّ الإسلام دين رئيس الدولة.

عاصر الشيخ سعيد حوى جميع أحداث فترة الاضطرابات في سوريا أثناء سبعينيات وثمانيات القرن الماضي، وكان مشاركًا فيها بفعالية ضد تصرفات نظام أسد، إلى أن خرج من سوريا عام 1978م وزار عددًا من البلدان، وألقى في العديد منها الخطب والمحاضرات في سوريا والسعودية والكويت والإمارات والعراق والأردن ومصر وقطر والباكستان وأمريكا وألمانيا.

استقرت إقامته في الأردن.

وتولى مسؤولية قيادة جماعة الإخوان بعد خروجه من المعتقل، من سنة 1400هـ – 1979م إلى سنة 1403هـ – 1982م.

شارك في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بين عامي 1982 و1987م.

ثم عاد إلى المشاركة في قيادة الإخوان في سورية من سنة 1406هـ – 1985م حتى سنة 1408هـ – 1987م، حيث أجبرته ظروفه الصحية على اعتزال العمل القيادي.

كان للشيخ سعيد زيارات متعددة إلى كثير من البلاد العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، وقد زار باكستان مرتين، قابل في الأولى قابل الشيخ أبو الأعلى المودودي، وفي الثانية شهد تشييعه، واجتمع بقادة الجماعة الإسلامية بباكستان، وقادة المجاهدين الأفغان.

كما سافر إلى إيران سنة 1979 م ضمن وفد من بعض الشخصيات الإسلامية.

صفاته وأخلاقه:

عني الشيخ سعيد حوى بالدعوة إلى توحيد الأمة الإسلامية، وكان منشغلاً بها، وبإيجاد الحلول لها، كما عني بصياغة الشخصية الإسلامية صياغةً صحيحةً.

عرف الشيخ سعيد بالتواضع والزهد، والتسامح، وبساطة المظهر، والعاطفة الكبيرة، مع جرأة في الحق، وكان متدينًا، متصوفًا، حريصًا على التعبد وتلاوة القرآن.

مؤلفاته:

ترك الشيخ سعيد حوى مؤلفات عديدة، من أشهرها:

  1. الله جل جلاله.
  2. كتاب الرسول.
  3. كتاب الإسلام.
  4. الأساس في التفسير في 11 مجلدًا.
  5. الأساس في السنة وفقهها في 14 مجلدًا.
  6. الأساس في قواعد المعرفة وضوابط الفهم للنصوص.
  7. تربيتنا الروحية.
  8. المستخلص في تزكية الأنفس.
  9. مذكرات في منازل الصدّيقين والربّانيين. للكتاب طبعة في عام 1989
  10. جند الله ثقافة وأخلاقاً.
  11. جند الله تخطيطاً.
  12. جند الله تنظيماً.
  13. من أجل خطوة إلى الأمام على طريق الجهاد المبارك.
  14. كي لا نمضي بعيداً عن احتياجات العصر.
  15. هذه تجربتي.. وهذه شهادتي.
  16. عقد القرن الخامس عشر الهجري.

    مرضه ووفاته:

في سنة 1987 م، أُصيب الشيخ سعيد حوَّى بشلل جزئي إضافة لأمراضه الأخرى الكثيرة: كالسكر، والضغط، وتصلب الشرايين، والكلى، ومرض في العيون، فلجأ للعزلة الاضطرارية، وانقطع عن الناس، ثم أُدخل المستشفى الإسلامي بعمان، حيث دخل بغيبوبة، إلى أن توفي في غرة شعبان 1409 ه- 1989م، ودفن في مقبرة سحاب جنوب عمان.