الشيخ مروان خالد حديد
مولده و نشأته:
ولد الشيخ مروان حديد ابن التاجر الحموي المعروف خالد حديد في حي البارودية العريق وسط حماة، في عام عام 1934م، فنشأ الشاب الرابع بين أشقائه الخمسة في بيئة مثقفة تأثرت بفكر الزعيم الاشتراكي الحموي أكرم الحوراني.
التكوين الفكري:
درس مروان في مدارس حماة، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1955م، ليدخل كلية الهندسة الزراعية في جامعة عين شمس في مصر ويتخرج منها في العام 1964م، و قد طالت مدة دراسته بسبب كثرة اعتقاله من قبل المخابرات المصرية، التحق بكلية الآداب جامعة دمشق قسم الفلسفة وحصل على البكالوريوس عام 1970م، كل ذلك أكسب الشاب ثقافة واسعة فكان المهندس والشاعر.
انتسب مروان إلى الحزب الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني، وعين مسؤولًا ماليًا للحزب في مدرسته ابن رشد، متأثرًا بميول أشقائه الأربعة، قبل أن يتغير مزاجه ويميل باتجاه جماعة “الإخوان المسلمين”، ويقول في مذكراته “كنت اشتراكيًا بدافع البيئة التي أعيشها بين أشقائي، وبدافعٍ من واقع الأمة المرير الذي يبحث عن طريق الخلاص من الاستبداد المُسلّط على الإنسان البسيط”.
شكّل خروج مروان للدراسة في مصر مرحلة مفصلية في حياته، فتعرف هناك إلى تلامذة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، ومن بينهم المنظر الإسلامي سيد قطب، والذي أعدم في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1966م، فعاد الشاب إلى حماة عضوًا مؤثرًا في جماعة “الإخوان”.
عقب عودته عام 1964مم، عكف مروان حديد على إقامة الندوات والدروس الدينية في منزله في حي البارودية، وشارك في احتجاجات طلابية في مدرسة عثمان الحوراني في منطقة الحاضر، و دارت على إثرها صدامات، لتتطور الأحداث إلى اعتصام قاده مروان في مسجد السلطان بحي الدباغة وسط حماة، قابله رد عسكري واعتقالات أدت إلى اعتقال الشيخ مروان ونقله إلى العاصمة دمشق.
هناك واجه مروان الرئيس السوري الراحل أمين الحافظ، ودارت بينهما أحاديث حادة، ليتحول إلى محكمة عسكرية ترأسها آنذاك المقدم مصطفى طلاس.
حكم على مروان بالإعدام، و لكن الحكم أوقف وأخلي سبيله إثر تدخل علماء مدينة حماة، وعلى رأسهم الشيخ محمد الحامد، والذي حذّر أمين الحافظ من انتفاضة شعبية واسعة لو نفذ الحكم.
عقب خروجه من المعتقل، استمر مروان في نشاطه، واعتقل مرة أخرى في العام 1966م، ليطلق سراحه في العام الذي يليه ويشارك في الأعمال الفدائية ضد الكيان الصهيوني.
مكث مروان في دمشق مدة عامين، تنقل فيها ضمن عدة منازل متخفياً، و كانت السلطات تبحث عنه في حماة ودمشق.
وفاته:
و في صبيحة 30 حزيران 1975م، اعتقل مروان حديد من منزل كان يقطنه متخفيًا في مدينة دمشق، وشهدت ساعات اعتقاله اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية استمرت ساعات، جرح إثرها مروان في كتفه، واقتيد إلى سجن المزة العسكري، ونقل إلى مستشفى المزة العسكري بعدما أضرب عن الطعام، وهناك قابل شقيقه كنعان.
ما إن بدأت حالة مروان الصحية تتحسن، حتى تعرّض لهبوط في ضغط الدم بشكل مفاجئ بعد حقنة في العنق داخل المشفى، وفارق الحياة في حزيران 1976م، ليدفن في مقبرة باب الصغير.
_______________________________________________
مصدر الترجمة: عن موقع عنب بلدي للكاتب عبادة كوجان – موقع ويكبيديا