الشيخ خالد عبد الله الشقفة

مولده و نشأته:

ولد الشيخ خالد الشقفة ـ رحمه الله تعالى ـ في حماة عام 1905م، توفي والده وعمره أربعون يوماً وتربّى يتيماً فقيراً.

تلقى العلم في معهد حماة الشرعي ـ دار العلوم الشرعية ـ وكان رفيقه في الدراسة الشيخ محمد الحامد ـ رحمه الله تعالى ـ .

عيِّن مدرساً عاماً في (السلمية) التابعة لمدينة حماة عام 1942م وحتى عام 1954م ، وكان دوره بارزاً في نصرة مذهب أهل السنة والجماعة في هذه البلدة.

انتقل ـ رحمه الله تعالى ـ إلى مدينة حماة ، وعيِّن، مدرساً عاماً للعلوم الإسلامية في مساجدها ومدرساً للفقه الشافعي في معهد حماة الشرعي ـ وكان له دور فاعل في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في حماة.

داهمه المرض منذ عام 1954م ، وأصيب بذات الرئة وبقي يعاني منها حتى وفاته ، ولم يكن يعلم بما يعانيه بسبب المرض سوى أهل بيته والمقربون منه.

توفي ـ رحمه الله تعالى ـ فجر يوم الجمعة من شهر رمضان المبارك لعام 1397هـ ، الموافق لعام 1977م ، وكان قبل وفاته بأيام تكلم في غيبوبته وكأن أناساً حوله فقال : انصرفوا الآن فالمظاهرة يوم الجمعة ، وفي فجر الجمعة وجد في نفسه قدرة على النهوض فنهض يريد الوضوء لصلاة الصبح فوقع وفاضت روحه إلى بارئها ـ رحمه الله تعالى ـ .

من صفاته ـ رحمه الله تعالى ـ : كان الشيخ خالد ـ رحمه الله تعالى ـ إماماً من أئمة الهدى في سمته وفي تحقيقاته وفي تمسكه بالكتاب والسنة ، وفي فهمه للعصر ، وفي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فكان من العلماء الأولياء ، أو من أولياء العلماء.

وكان ـ رحمه الله تعالى ـ جريئاً في الحق يقول كلمة الحق مهما كانت النتائج.

وكان كثير الخلطة للناس يزورهم في منازلهم ويجلس في حوانيتهم ، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم وكان في ذلك كله معلماً هادياً مهدياً.

وكان ـ رحمه الله تعالى ـ من أبعد الناس نظراً وأكثرهم حكمة ، وكان لبق الحديث فصيحه جيّده ، وإذا تحدث في موضوع أسر لُبَّ سامعه مع أناة ولباقة ، يستشعر كل من يجالسه أنه أمام جلال العلم ووقار العلماء ، يسكت الناس إذا تكلم ، وإذا تكلم لم يقاطعه أحد.

له من المؤلفات كتاب >الدراسات الفقهية< وجعله قسمين؛ قسم خاص في أحكام العبادات مع المقدمات وهو مطبوع، وقسم جعله خاصاً بأحكام المعاملات على المذهب الشافعي وهو مخطوط ، وكتاب صغير لخص فيه أحكام الحج والعمرة على المذهب الشافعي ، ومخطوطاً آخر بعنوان >قل هذه سبيلي< وهو كتاب يبحث في مقارنة المذاهب الفقهية ، وتمتاز كتاباته بالدقة مما يبين أنه ـ رحمه الله تعالى ـ متمكن من العلم لان له العلم ، ولانت له الفتوى ، اهـ ملخصاً من مقدمة كتابه >الدراسات الفقهية<.

وأشهد أن الشيخ خالد الشقفة ـ رحمه الله تعالى ـ لم يوفّ حقه بالكتابة عنه والتعريف بشأنه ، وإبراز هذه الشخصية الحموية بصورة جلية إلى الجيل الناشئ الذي لا يعرف عن علمائه القدامى إلا النزر اليسير ، والمأمول من أولاده وخاصة ولده الأستاذ فهر أن يكتب عن والده كتابة مستفيضة فإنه أدرى بوالده وأعلم، ـ رحم الله تعالى الشيخ خالد الشقفة وجعله من أهل عليين ، وجمعنا به في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

_______________________________________________

كاتب الترجمة: من كتاب الأنيس في الوحدة – للشيخ محمد أديب كلكل