الشيخ عبد الحميد حمد

(1895-1954)

 

مولده و نشأته:

ولد في مدينه حماة عام(1895)، و تلقى العلم على مشايخها من أمثال الشيخ سعيد النعسان مفتي حماة، والشيخ طاهر الجزائري نزيل حماة، وكانت لة صداقة وثيقة مع جُل علماء حماه من أمثال الشيخ عرابي عادي، والشيخ محمود الشقفة الكبير أبي أحمد، والشيخ محمد علي الشقفة، والشيخ صالح الكرم، والشيخ رشيد المصري، والشيخ محمود العثمان، والشيخ مصطفى الحداد وغيرهم رحمهم الله.

تتلمذ له في مدرسته الخاصة التي كان يديرها بنفسه -في حي الشرقية أولاً ثم في جامع (القان) في حي (الباشورة) ثانياً- كثير من أهل حماه يعلمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وتلاوة القرآن الكريم تجويداً وعلوم العربية وخاصة النحو.

ومن العلماء الذين تتلمذوا عليه الشيخ محمد أديب هزاع، والشيخ محمد نبهان الخباز رحم الله الجميع.

وبعد أن توقف عن مدرسته الخاصة توظف معلماً ثلاثين سنة في مدرسة دار العلم والتربية الابتدائية الخاصة في حماة -حالياً متحف قصر العظم-، ولهذه المدرسة فضل عظيم على الرعيل الأول من رجالات حماه البارزين في العلم والسياسة، والنضال الوطني.

وكان بجانب وظيفته أستاذاً؛ يدير مكتبة دار العلم والتربية التابعة للمدرسة، وهي مكتبة عامرة لرواد العلم والمعرفة، فقد كانت تحوي أكثر من عشرين خزانة كتب من شتى العلوم، وكان في صدر المكتبة خزانة عليها هدية الملك فيصل الأول وعلق فوقها صورته.

وكان الشيخ رحمه الله تعالى يعرف أسماء الكتب، ومكان كل كتاب، وفي أي خزانة.

وكانت شخصيته قوية ومهابة، فإذا سمع لغطاً بين اثنين اكتفى بقرع القلم مرة أو مرتين على الطاولة التي يجلس عليها حتى يعود الصمت إلى حاله.

وكان يؤم المكتبةَ كثير من أهل العلم والفضل من أمثال الشاعر المجاهد بدر الدين الحامد، والأستاذ المربي قدري العمر، والأستاذ عمر يحيى، والشيخ أحمد درويش، والأستاذ عبد القادر علواني، وغيرهم رحم الله الجميع.

وكان الشيخ يكرمهم ويحتفي بهم، وينشرح صدره للحديث معهم، وكان يصنع لهم الشاي المعطر بالعنبر الذي طالما قالوا عنه: “لم نذق أطيب من الشاي عند الشيخ عبد الحميد حمد”.

وكانت له عنايه خاصة بالخط العربي يركز عليه جداً في تعليمه  للطلاب و يبذل جهداً كبيراً في تعليم الطلاب كيفية مسك القلم [الريشة نمرة 3] بأنامله، وكان خطيب الجمعة في جامع نور الدين الشهيد في حماة مدة طويله تجاوزت العشرين سنة.

وكان من اختصاص الشيخ العلمي المتميز به علم الفرائض [المواريث] ؛ فكان القاضي الشرعي آنذاك في حماة يسند إلى الشيخ تصفية التركات الكبيرة والمعقدة التي تجمع مئات الوارثين، والتي طال عليها الزمن، فكان يصفيها تصفيه كاملة، مبيناً لكل وارث نصيبه، وقد تبلغ تصفية الإرث ورقة طولها متر وكلها أعداد وأرقام تبين أسماء الوارثين واسهامهم نصيب كل وارث.

كان يصلي العشاء والتراويح إماماً في جامع البحصة في حماة في شهر رمضان المبارك، فكان الجامع يمتلئ بالمصلين حباً في الاستماع إلى قراءته، والاستمتاع بصوته العذب في قراءة القرآن الكريم إماماً، و كان ينشد الأناشيد الدينية، وله معرفة بأنواع الأصوات وطبقاتها.

وكان رحمه الله تعالى إمام حي الشرقية وحي الحميدية بتكليف من القاضي الشرعي، وكان يقوم بعقد النكاح لمن يكلفه القاضي بذلك، وكان يبتدئ العقد  بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوته العذب الصداح.

وكان رحمه الله تعالى شافعي المذهب ملماً به إلماماً جيداً، وكانت له مكتبة عامرة تضم كتب التفسير والفقه والحديث والعربية، كما حوت بعض المخطوطات النادرة، وقد تزوج مرتين، وقد قال لزوجته مرة: “لقد تركت لأولادك كنزاً ثميناً” يقصد هذه المكتبة).

وفاته: توفي الشيخ رحمه الله عام 1954 م

رحمه اللّه تعالى ورضي عنه وأرضاه.

_______________________________________________

كاتب الترجمة : نجل الشيخ محمد أمين حمد