الشيخ محمد علي الشقفة

الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد الشقفة رحمه الله تعالى إمام وخطيب الجامع الشرقي:

مولده و نشأته:

ولد الشيخ محمد علي الشقفة بمدينة حماة عام 1905م وتلقى مبادىء العلوم الشرعية واللغوية على يد والده الشيخ محمد رحمه الله تعالى . فحفظ القرآن الكريم ومتن الأجرومية وأتقن الخط والكتابة وبعد وفاة والده الشيخ محمد الشقفة عام 1920م .لازم الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة ونهل من معارفه وعلومه وحبن افتتحت دار العلوم الشرعية بحماه انتسب إليها وأضحى في عداد طلابها المتفوقين والمتميزين وأخذ جملة من العلوم الشرعية واللغوية عن كبار شيوخها وأساتذتها أمثال الشيخ الفقية محمد توفيق الشيرازي الصباغ والشيخ محمدخالد المشنوق والشيخ سعيد الجابي رحمهم الله جميعاً .

وبعد تخرجه استلم الإمامة والخطاية والتدريس بالجامع الشرقي .ودرس بالمدرسة المحمدية الشرعية وبمعهد الروضة الهدائية وتخرج على يديه مئات الطلبة الذين أثروا الحياة العلمية في بلاد الشام وخارجها .

كان رحمه الله تعالى صاحب نكت طريفة يشد مستميعه إليه حال شرودهم قي الدرس فيعودون أكثر نشاطاً وأشد فهماً.

امتاز رحمه الله تعالى بالفقه الشافعي وحسن الفتوى وبرع في علم المواريث والتركات وكانت تأتيه المسائل الشائكة من دوائر الإفتاء وقد مضت عليها عقود وكثرت فيها المناسخات فيحلها ويعيدها إلى دائرة الإفتاء لتصادق عليها.

وكان رحمه الله تعالى من الذين وقعوا على خطاب الإستنجاد بالملك عبد العزيز إثر المذابح التي اقترفها اليهود ضد الفلسطينيين فيما عرف بثورة البراق عام 1928م.

وفاته:

انتقل إلى رحمة الله تعالى عام 1969م بعد أدائه صلاة الفجر في الجامع الشرقي وشيع جثمانه في جنازة مهيبة ودفن في مقبرة الحاضر.

وقد رتاه تلميذه وزميله الشيخ محمد النبهان رحمه الله تعالى (1917م ـ1997م ) بقصيدة مؤثرة جاء فيها:

 

مضى حِبٌّ لنــــــــــــــــــــا لله فَرْدًا

وأَدّى فرضَه فـــــــــــــــــي الصُّبحِ أمسِ

وحجَّ الـبـيـتَ مِطـواعـــــــــــــــا لربٍّ

وزارَ الـمُصطفى بحنـيـــــــــــــــنِ عَنس

فَشـيـخُ العِلـم للخـيراتِ يـدعـــــــــــو

ويُوصـي السـامعـيــــــــــــــنَ بكلِّ أُنس

وفـي بحـرِ العـلـومِ غَدا قــــــــــــويًا

وفـي الـمـيراثِ بَحَّاثًا لــــــــــــــدرس

وفـي الفقهِ الـدقـيـقِ غَدَا شَهـــــــــيرًا

بذا شهدتْ ألــــــــــــــــــوفٌ دونَ لَبْس

وأَمَّا نحنُ لاننســــــــــــــــــاه قَطعًا

لـمـا شِمـنـاه مــــــــــــــن أدبٍ بطْرس

نراه الـبحـرَ مـوّاجًا كبــــــــــــــيرًا

وفـي الآداب مقــــــــــــــــرونًا بشمس

وشقَّ طريـقَهُ فـــــــــــــــــــي كلِّ عَزْمٍ

وربَّى أُمّةً فـي كـــــــل نفـــس

وسـاعـاتٌ له فـيـهــــــــــــــــا مُزاحٌ

يُقَضّيـهـا بــــــــــــــــــلطفٍ مَعْ تَأسّي

يسـوقُ الـذهـنَ للـتفكـير مهـمــــــــــا

تغالى الـوهـمُ فـي جَرْسِ وهـــــــــــــمس

يـخـوِّفُ تـارةً ويســـــــــــــــــرُّ أُخرى

ويرحـم جـائعًا عـانى لـــــــــــــــبؤس

أبـو مَعْنٍ قضى فلــــــــــــــــتبكِ دومًا

عـيـونُ العـلـم فـي حـــــــــــــزنٍ مُؤسِّ

له إسمـانِ فــــــــــــــــــي جسمٍ وروحٍ

محـمدُ مَعْ عـلـيٍّ ذي الــــــــــــــــتأسّ

شهـادةُ شـيـخِنـا فـيـه تســــــــــــامتْ

إلى العـلـيـاءِ فــــــــــــــي وضعٍ وأُسّ

شهـادةُ عـارفٍ بـــــــــــــــــالله حقًا

تـمـرُّ بخـاطري أبنـاءَ جنســــــــــــــي

عـلـيكَ اللهُ بـالإنعـــــــــــــامِ أَسْدَى

بجنّاتِ النعـيــــــــــــــــــم بكلِّ غَرس

وَعَوَّضَ عـنكـمُ أبنـاءَ ديـنـــــــــــــــي

إمـامًا خـاطِرًا دومًا بنفســـــــــــــــي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقصود بشهادة شيخنا الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة رحمه الله تعالى.

_______________________________________________________

كاتب الترجمة: منقول  عن صفحة موسوعة الشيخ فارس بن أحمد الشقفة