الشيخ حسن أحمد الشقفة
مولده و نشأته:
ولد العالم الجليل الزاهد الورع والمقرئ المتعبد والمحدث المسند والأصولي الفقيه واللغوي المتمكن الشيخ حسن بن أحمد بن محمد الشقفة الشافعي مذهباً والرفاعي طريقة ومشرباً بمدينة حماة عام [1847 م] فحفظ القرآن منذ نعومة أظفاره وقرأ مبادىء العلوم وحفظ المتون ولما بلغ سن الطلب , تلقى القراءات السبع من طريق الشاطبية على شيخ القراء بحماة العلامة محمود بن إبراهيم الكيزاوي (1829 -1910م) وأخذ العلوم العقلية والنقلية عن كبار علماء عصره من أمثال الشيخ فارس الشقفة والشيخ إبراهيم الحافظ والشيخ أحمد الدباغ حتى اذا ارتوى من تلك المعارف ونهل العلوم من طريق الأكابر في مدينة حماة وما جاورها , تاقت نفسه لزيارة الأزهر الشريف للإستزادة من تلك المعارف ومعرفة الأفاضل فرحل إلى الأزهر الشريف وفي طريقة إلى مصر نزل مدينة غزة وتعرف فيها على أحد الصالحين المشهود لهم بالعلم والفضل فأخذ عنه وتزوج ابنته وأنجب منها وإليه تنسب عائلة الشقفة المنتشره في فلسطين والأردن , ولما وصل القاهرة وجاور في الأزهر الشريف استجاز كبار علمائه بالمعقول والمنقول من مروياتهم فأجازه شيخ الازهر في وقته الشيخ محمد الأنبابي الشافعي بجميع مروياته وأجازه العلامة الجهبذ الشيخ أحمد الرفاعي المالكي عن طريق شيخ الشيوخ العلامة إبراهيم السقا بمروياته .
كان رحمه الله تعالى آية في الذكاء والفطنه قوي الحافظة سريع البديهة حاضر الجواب كثير العبادة والزهد والتنسك ولقد روى الشيخ عبد القادر القصاب ( 1848-1941م )في مذكراته حادثة مقتل الشيخ حسن الشقفة في أروقة الأزهر الشريف فيقول ( إلى أن حدثت حادثة الأزهر التي تشيب لهولها الأطفال، ونجاني الله منها، وحاصل ذلك:أنه حصل في مصر مرض الكوليرا فطفقت الحكومة إذا سمعت بمرض ترسل الطبيب والمعاون فيأخذانه إلى المستشفى ، وقد جعلوا جعلاً لمن يخبرهم بمريض ، فوقع عندنا في الرواق رجل ، فأخذوه في عربة سوداء ، فمات قبل أن يصل المستشفى, ثم وقع رجل آخر في الرواق المغاربة, فدافعوا عنه كل المدافعة, و ادعوا أنهم حماية دولة فرنسا, فتركوه لهم, فلهج أهل مصر بقولهم المغاربة جدعان, و الشوام أنذال, بل هم ما ينفعوش)) فقامت بهم الحمية, فصمموا إذا وقع بهم مريض لا يسلمونه, فاتفق أنه وقع عندهم مريض آخر, فجاء الطبيب و المعاون و وكيل الأزهر لأخذه, فلم يمكنوهم منه اقتداء بالمغاربة, فحصل بينهم و بين الآخرين مشاجرة بالكلام حتى وصلوا إلى الضرب بالأيدي و الأحجار و العصي, فضرب المجاورون المعاون على رقبته فجرحوه.فأرسل إلى المحافظة المسماة ((بالقشلة)): أن أرسلوا لنا قوة نارية. فأرسلوا طابوراً, ز كان المجاورون قد أغلقوا الأبواب بعدما امتلأ الأزهر من المجاورين و الفلاحين و أهل السوق , فلما وصلوا وجدوا الأبواب مغلقة, فأطلقوا عليها الرصاص فكسروها, ثم أطلقوا النار في الأزهر حتى قتل خمسة أنفار, منهم رجل حموي يقال له: (( حسن الشقفة)), كان آخذاً بالجد و الاجتهاد , معمراً أوقاته بتلاوة القرآن و تلقي العلم, و القيام بالليل, فتأسفت عليه كل الأسف و قلت : لموت قبيلة مثل المريض الذى جرى بسببه الحادث أهون من موته, إذ المريض المذكور كان لا يحسن العبارة بينما القتيل كان عالماً محصلاً, و كان وكيل الأزهر في أثناء المشاجرة يذهب إلى شيخ الرواق ليفصل بينهم فيحيله على شيخ الأزهر و هو يحيله على شيخ الرواق. و لو حضر أحدهما و أمر المجاورين بتسليم المريض لم يحصل ما حصل , و كان بعض الشر أهون من بعض, و ما كنت أظن أنها تصل لهذا الحد, و لو كنت أعلم ذلك لبقيت في الرواق و أمرت المجاورين بتسليم المريض لهم, لأنهم يطيعون أمري أكثر من الشيخين )
قال عنه الشيخ محمد الأنبابي في معرض إجازتة ( ولدنا النبيه النبيل ,والنجيب الجليل , القدوة الكامل , والهمام الفاضل , مربي المريدين ومرشد الطالبين , المنهل العذب الروي محمد الحسن بن السيد أحمد الشقفة الحموي )
وفاته:
عندما قامت ثورة أحمد عرابي في مصر كان ممن التحق بها و استشهد فيها عام (1881م ) ودفن في القاهرة
___________________________________________________
كاتب الترجمة: نقلا عن صفحة موسوعة الشيخ فارس أحمد الشقفة