الباحث احمد قدري الكيلاني
الـبـحّـاثــة الـمــؤرِّخ أحـمــد قــدري بــن طــاهــر الكيــلانـيّ
[ 1304 – 1400 هـ || 1886 – 1980 م ]
قبلَ أنْ نمضيَ معكـم – أحبّتنـا الأكـارم – في ترجمـة هـذا العَـلَـم الجليلِ القـدر العـالـي الهمّـة سنقفُ معكـم هُنيهـاتٍ نستعرضُ خـلالَهـا الدافـعَ لهـذه التـرجمـة و ما يتصـلُ بهـا من تداعيـات…
– بـدايـةً فقـد وردتْنـا رسائـلُ كثيـرةٌ تحثُّنـا علـى إعـدادِ تـرجمـةٍ مرموقـة للبحّـاثـة المـؤرخ ( أحمـد قـدري الكيــلاني ) سيمـا و أنّ شريحـةً عريضـة من المجتمـعِ الحَمَـويّ لا تمتلك معـرفـةً وافيـةً عـن هـذا العَـلَـم القـديـر حقيقـةً بعلمِـه و دأبـه و مخـزونـه التـاريخـيّ الكبيـر – فضـلاً عـن معـرفـةِ الجيـل الجـديـد من أبنـائنـا بـه – فأثـارَ ذلك استغرابَنـا أوّلَ الأمـرِ ؛ إذ كيفَ يجهـلُ الحمَـويـون أمثـالَ هـذا العَـلَـم من رجـال مدينتهـم ؟!! و لكـنْ بعـد استقـراء صغيـرٍ لعدة شرائـحَ من الوسـط الحمـويّ قام بـه فريق الصفحـة وجـدنـا أنّ نسبـةً – ليست بالقلـيلة – تجهـلُ هـذا الـعَـلَـمَ و مـآثـره و مـا قـدّمـه في حـقـلَي التـاريـخ و الـتـراجـم تحديـداً ، و العلـم بشكـل عـام … فعقـدنـا العـزمَ على إعـداد تـرجمـةٍ وافيـةٍ – بإذن الله و توفيقـه – لهـذا الـرجـل العَـلَـم مـع عِـلمِـنـا – نحن فـريـق الصفحـة – بعجـزنـا عـن الإلمـام بكـافـة تفـاصيـل و فضـائـل و آثـارِ هـذا العَـلَـم …
– و سيكون اعتمـادُنـا في ترجمتنـا هـذه بشكـل رئيسٍ على المعلـومـات التي أوردهـا الدكتـور ( عبـد الرزاق أشـرف الكيـلانـي 1925 – 2005 مـ ) في ترجمتـه لِـلبحـاثة ( أحمـد قـدري الكيـلاني ) في مقـدمـة كتـاب ( الملك العـالـم أبـو الفـداء و المـلـوك الأيّـوبيـون في مملكـة حمــاة ) حيث ذكـرَ فيهـا معلـومـات و حقـائق قيمـة و هـو القـريـب منـه الأعلـم بدقـائـق شؤونـه ، و كـذلك ما لـدى فريق الصفحـة من أرشيـف حـولَ عَلَـمِـنـا كنـا قـد وثّقنـاه من ألسنـة الثقـاة ممّـن عاصـرَه و خَبِـرَه .. و سَـنسبِـكُ كـل ذلـك في قـالبنـا التنسيقي الذي تعودتـم عليه في ترجمـاتنـا السـابقـة … فكـونـوا معنـا لنسعـدَ بـأُنـسِ صحبتِكـم و جميـلِ تعليقاتكـم و قَـيِّـم مـداخلاتِكـم .
▪تعـريـفٌ بالعـلـم ، عـائلتـه و نشـأتـه و مـراحـلُ من حيـاتـه :
- نشـأ علَـمُنـا ( البحّـاثـة أحمـد قـدري الكيـلانـي ) في حي الكيـلانيّـة الذي وُلـدَ فيـه عـام [ 1886 م ] ، هـذا الحـي العـريـق الشهيـر عمـارة و فنّـاً و رجـالاً حيثُ بيـوت عـائلتـه التي ينحـدرُ منهـا و ينـتسـبُ إليهـا ، هـذه العـائلـة الكـريمـة الشـريفـة المـوسـومـةِ بالالتـزام الدينـيّ و عـراقـة الأصـل و قـد خـرَّجـتْ عـدداً كـريمـاً من الأعـلامِ منهـم عـلمُنـا الذي نحن بصـددِ التـرجمـة لـه ، و قـد أسهـبْـنـا في تـرجمـة ( الحاج أحمـد سليـم بديـع كيـلانـي 1927 – 2014 م ) في تقـديم تصـوّرٍ عن العـائلـة الكيلانيّـة و أعلامهـا يمكـنُ العـودةُ إليـهـا دفعـاً للإطـالـة و التكـرار في هـذا المقـام .
- و قـد درسَ علَمُنـا في مـراحـلِ نشأتـه الأولى في كتاتيب تحفيـظ القـرآن الكـريـم ، ثـمّ انتسـبَ إلـى مدرسـة (عنـوان النجـاح ) الخـاصـة التي أسسهـا في حمـاة المفتـي ( العـلامـة محمـد سعيـد النعسـان – رحمه الله – ) و كان يدرسُ معـه فيهـا رفيـقُ صبـاه و صديـق عمـره ( السيد محمـد الشيـخ علي ) من قريـة “كفـرزيتـا” شمـالي حمـاة ، و صديقـه ( الشيخ طـاهـر النعسـان 1887 – 1961 مـ ) شقيـق المفتي .
- كمـا كان مواظبـاً على حضور دروس المفتي النعسـان في الجـامـع النـوريّ بحمـاة مـع أصدقائـه ( محمد الشيخ علي ) و ( الشيخ طـاهـر النعسـان ) و ( الحـاج نظمـي العـاشـق ) و ( القـاضـي إبـراهيـم العـظـم 1903 – 1957 مـ ) و غيـرهـم .
- و إبّـانَ الحـرب العالميـة الأولـى أًخـذَ إلى الجيش ، فخـدمَ الجنـديّـةَ في لبنـان بمـركـزِ البـريـد و البـرق العسكـريّ بـ بيـروت طـوال مـدة الحـرب .
◼ #تفـرُّغـه_للعـلـم_وَ_التحصيـل_وَ_البحـث
- و بعـد الحـرب عـادَ إلى حمـاة فأكـبَّ على المطالعـة في كتبِ التـاريـخ و اللغـة و الأدب ، و حضـورِ دروسِ الفقـه و الحـديـث و التفسيـر في الجوامـع ؛ و خـاصـة دروس مفتي حمـاة ( العلامـة محمـد سعيـد النعسـان 1867- 1967 م ) في الجامـع النـوريّ – نور الـديـن زنكـي – حتى برعَ في هذه العلوم كلهـا و أصبحَ مـرجِعـاً فيهـا يَـرجـعُ إليـه الأدبـاءُ و الشعـراءُ يسـألونـه عمّـا يُشكِلُ عليهـم فيجـدون عنـدَه الجوابَ الصائـبَ و البلسـمَ الشـافـي .
- و قـد كان لـه وَلَـعٌ خـاص بتتبُّـع كتب التـراث و التـاريـخ و تـراجـم الـرجـال و الأعـلام ، و كذلـك تتبُّـع النـصـوص المحفـورة على الأحجـار في جـدران الأبنيـة الأثـريّـة القـديمـة المنتشـرة في حمـاة من أبنيـة الجـوامـع و الدور و البيـوت و المدارس القـديمـة فتـراه يقـفُ أمـامَهـا الساعـات الطـوال يحـلُّ رموزَهـا و يحـاولُ قـراءتَهـا ثـمّ ينقلُهـا إلى دفاتـره و أوراقـه .
و قـد كان كثيـراً ما يذهـبُ إلى المحكمة الشرعيّـة في حمـاة فيقضي فيهـا السـاعـات و الأيـام ينقـلُ عن سجـلاتهـا الموروثـة منـد عهـد الدولـة العثمـانيّـة كثيـراً من أخبـارِ الولاة و المُتصـرِّفيـن ، و كثيـراً من أحوال البلد الاقتصـاديّة و طبيعتهـا الاجتمـاعيّة و عـادات أهلهـا و عـوائلهـا ، و الحيـاة الثقافيـة و النُّـظُـم الإداريـة … و ذلك قبـلَ أنْ تُنقَـلَ تلك السجلات إلى متحـف دمـشــق .
و من شدة شغفـه المعـرفيّ كان يرسـلُ باستمـرار إلى الطـلاب الحمـوييـن الذين كانوا يدرسـون في الأزهـر الشريـف بِـ مصـرَ كالشيـخ العـالـم ( محمـد علي بن محمـد سليـم المـراد 1918 – 2000 م ) و الشيـخ ( محمـد بشيـر المـراد 1920 – 1982 مـ ) و غيـرهمـا طـالبـاً منهـم أنْ يبحثـوا لـه عن تـراجـمِ بعضِ الرجـال الذيـن لـم يستطعِ الحصولَ على تراجمهـم في مكتبـات حمـاة ، كمـا كان يتجـولُ في مكتبـاتِ المـدن السوريّة باحثـاً منقِّـبـاً في كتب التاريـخ و التراجـم ، إلـى أنْ شـدَّ الـرحـالَ إلى مصـرَ ليرويَ ظمـأه إلى التاريـخ و أخبار الـرجـال من مكتباتهـا و أدبـائهـا و مؤرِّخيهـا .
◼#مـلامـحُ_شخصيتـه :
- سجـايـاه و طبـاعـه النفسـيّـة :
يمكـنُ اختصـارُ شخصيّـة الحـاج ( أحمـد قـدري الكيـلانـي – رحمـه اللهُ – ) بـأوصـاف تتضـحُ معهـا ملامـح شخضيتـه و هـي : الجِـدُّ و الاتـزانُ و الحـزمُ ، و علـوُّ الهمّـة و الترفُّـعُ عن سفـاسفِ الأمورِ و مهلكـاتِ الـوقـت ؛ يستثمـرُ كـل دقيقـة في يومـه المنظَّـم وفق برنـامجـه اليومي المرسوم بدقـة منذ لحظة استيقـاظِـه حتى سـاعـة نـومـه … و يضـافُ إلـى ذلـك صفـة الأمـانـة و نظـافـة اليـد التي اشتهـرَ بهـا كمـا سنـرى لاحقـاً .
كمـا كـانَ كـريمـاً محبّـاً للضيـوف الذين يملؤون مضـافتَـه يبذلُ لهـم واجـبَ الضيـافـة و يخـدمُ ضيـوفـه بنفسـه و يـرى ذلك شـرفـاً لـه ..
- نمطـه في الحيـاة :
لقـد كـان لـه نمـطٌ خـاصٌّ في الحيـاة حيثُ أنّـه لـم يتـزوج قـطّ ، بل كان الكتـابُ أنيسَـه و جليسَه ، و إذا مـا انفـضّ عنـه سامـرُ الأصـدقـاء و الأصحـابِ فخيـرُ جليسٍ في الأنـامِ كتـابُ .
و كان لا يـأكـلُ في اليوم إلا وقعتَيـن – وجبتَيـن – واحـدة في الضحـى و الثـانيـة بعـد صلاة المـغـرب .
و متـى صلّى العشـاء أوى إلى فراشه و نـام لكـي يستيقـظَ في اليوم التالي قبـل الفجـرِ فيهـيئُ القهـوة العربيـة و يحضِّـرُهـا بنفسـه في المجلـس الملحـق ببيتـه في حي الكيلانيّـة جـانبِ الـزاويـة الكيلانيّـة ليبـدأَ بعـد صلاة الصبـح توافُـدُ أصحـابِـه و أصدقـائه من العلمـاء و الأدبـاء …
و يـذكـرُ الـدكتـور ( عبد الرزاق الكيلاني – رحمـه الله – ) موقفـاً طـريفـاً للبحـاثـة الحاج أحمـد قدري الكيلاني حيث يقـول :
(( و كان ينـامُ بعـد صلاة العشاء مباشـرةً ؛ و أذكـرُ أنّ الشيـخ “محمـد بشيـر المـراد” مفتي حمـاة طلب مني – من الدكتور عبد الرزاق – مـرةً أنّ نـزورَه بعد أنْ صلّينـا العشـاء في مسجـد الزاويـة الكيـلانيّـة المجاور لبيتـه فذهبنـا إلى بيتـه و طـرقنـا البـابَ ، و إذْ بـه يبتـدرُنـا منذُ أنْ فتـحَ البـابَ و هـو مُـغـضَـبٌ قـائـلاً : “أريـدُ أنْ أنـام الآن ، أنـا أُريـدُ أنْ أنـامَ الآن ” ، فـاعتـذرنـا و انسحبنـا راجعيـن خجليـن )) أ . هـ
فللـه درُّ علمـاء يعرفـون حقيقـةَ قولِـه تعـالى { و إنْ قيلَ لَكُـمُ ارجعـوا فارجعـوا هـو أزكـى لكـم } [ سورة النور:28 ] فيطبِّقـون ممتثليـن عن طيـب خاطـر .
◼#مجـالسُـه_العلميـة :
- أمضى البحـاثـة ( أحمـد قـدري الكيـلانـي ) حياتـه في أمـرين اثنيـن الأولُ مجـالسـةُ أهـلِ العلـم ، و الثـانـي مجـالسـةُ الكتبِ و المخطوطـاتِ و البحثُ فيهـا لصياغةِ تحقيـقٍ جـديدٍ أو تصنيـفِ كتـابٍ جـديـد …. لذلك كان مُجالِسـاً للعلـم و أهـلِـه ؛ و لعـلَّ مجلسَه في حي الكيـلانيـة الملحـق ببيتـه يُعتبـرُ داراً للعِـلـم و اللغـة و الأدب حيثُ يجتمعُ فيـه أصدقـاؤه و أصحابـه من كبـار علماء و فقهـاء و أدبـاء و أعـلام مدينـة حمـاة في زمـانـه حيثُ يبدؤُون بالتـوافـدُ بعد صـلاة الصبـح إلـى مجلِسـه العلمـيّ يتقـدّمُهـم مفتـي حمـاة ( الشيخ محمـد سعيـد النعسـان ) ، وَ أخـوه ( الشيخ اللغـويّ طـاهـر النعسـان ) ، وَ أميـنُ الفتـوى في حمـاة ( الشيـخ عبد العـزيـز المـراد 1901 – 1965 م ) ، وَ القـاضـي ( الشيخ محمـد خيـر الجـابـي ت 1978 مـ ) ، وَ نقيب الأشـراف ( الشيخ محمـد مرتضى الكيـلاني ت 1969 م ) وَ القاضـى ( إبـراهيـم العظـم ) وَ الأستـاذ ( عبد القـادر العلواني 1906 – 1958 مـ ) ، و الأستاذ الآثاري ( كامـل عبد العزيز شحـادة 1919 – 1999 مـ ) مـراقب الآثـار في حمـاة آنـذاك ، وَ الأستاذ ( محمـد الكيـلاني / أبو حسـام )، و السيـد ( محمـد الشيخ علي ) ، وَ السيـد ( بـديـع الكيـلانيّ / والـد الحاج أحمـد سليم الكيلاني الذي ترجمنـا سابقاً ) و غيـرهـم .. – رحمهـم اللهُ جميعـاً و نفعنـا بمـا قدّمـوه من علـم و تركـوه من أثـر – حيثُ كان مجلسُـه – رحمه الله – مجلساً علميـاً لغـويـاً بامتياز يقـرؤون في هذا المجلس الحـديثَ الشريفَ و الفقـهَ وَ اللغـةَ إلـى أنْ تشـرقَ الشمـسُ و ترتفـعَ .
- كمـا كـانَ يذهـبُ أيضـاً لحضور مجالـس أخـرى حيثُ كانَ يذهـبُ بعد صلاة العصـر من كـل يـوم أربعـاء إلى مجلس الأستاذ ( الشاعـر عمـر يحيـى الفـرجـي 1899 – 1979 مـ ) في منـزلـه عنـدمـا يكـون في مدينـة حمـاة يرافقـه :
( الأستاذ محمـد الكيـلاني / أبو حسـام ) وَ ( الأستاذ كـامـل شحـادة ) وَ ( الدكتور عبد الرزاق أشـرف الكيلانيّ ) .
حيثُ كان مجلسُ الأربعـاء في منـزل الاستاذ الفرجـي محفـلاً أدبيـاً شعـريـاً يجتمعُ فيـه كثيـرٌ من شعـراء حمـاة و أدبائهـا يتدارسـون و يتساجلـون ، و يسألُ بعضهـم بعضـاً عن قـراءاتهم و أعمـالهـم و مشاريعهم الأدبيّـة و اللغويّـة و العلميّـة .. و هكذا يبقـون حتى قبيل أذان المغـرب حيثُ ينفـضُّ المجلِـسُ .
◼ #أعمـالـه_الأخـرى_وَ_نشـاطـاتُـه
- قدّمنـا في ملامح شخصيـة علمِنـا أنّـه اشتُهـرَ بالأمـانـةِ و الاستقـامـةِ و نظافـةِ اليـد لذلك كانت الحكومـة تختـارُه على رأس عـددٍ من المؤسسات التي يكثُرُ فيهـا التلاعُـبُ و الفسـاد ؛ و تحتاجُ رقـابـةً أمينـةً مستقيمـة .. فقـد عيّنـتـه مديـراً لشـركـة الـريجـة ، و كذلك أمـينـاً لصنـدوقِ المـاليـة ، ثمّ مـديـراً لدائـرة الإعـاشـة و الـمِـيـرة إبّان الحـرب العالميـة الثانيـة .
- كمـا كان البحّـاثـة ( الحـاج أحمـد قـدري الكيـلانيّ ) عضـواً مُـؤسِّساً في جمعيـة #أعمـال_البِـرّ_الإسـلاميّـة حيثُ قـامَـت الجمعيـة بهمّـة الرئيسِ المؤسِّس مفتي حمـاة العـلّامـة محمـد سعيـد النعسـان و ذلك عـام [1330 هـ -1911م] ، و كان ذلك بعد إعلان دستور عـام 1908 م و اسـتلام الاتحاديين الحكـمَ في الدولـة العثمـانيّـة و صادفَ آنـذاك مجـيءُ والـي سـوريـة ( السيـد عـارف المـاردينـي ) إلـى مـدينـةِ حمـاة ، فقـدّمَ له الشيـخ الـنّـعـسـان معـروضـاً -كِتابـاً- طلبَ فيه رخصـةً لتأسيسِ جمعية أعمـالِ البِـرِّ الإسـلاميـةِ مصحوبـاً ببرنـامـجٍ يتضمـنُ مـوادَ الجمعيـةِ و أعمـالَهـا ، فأمـرَ الـوالـي الماردينـي محـافـظَ حمـاة بإعطـاء الـرخصـة للجمعيـة لتمـارسَ نشاطـاتِهـا ؛ كمـا أنّه تبـرّعَ آنذاك من جيبـه الخـاص بـ عـشـرين ليـرة ذهبيّـة [20 ل.ذ] …
حيثُ يذكـر المهنـدس المؤرخ عبد المجيد محمد منير الشـقـقـي في كتابه ( العلّامـة محمـد سعـيد النعسان .. مفتي حمـاة و رائـد نهضتهـا ) في هذا السياق : (( … و منذُ ذلك الحين – أي من تاريخ إعلان الرخصـة – قامت الجمعيّةُ بالعمل على إحياءِ الروحِ الإسلاميّةِ علمـاً و عمـلاً و خُـلُقـاً ، و الإنفـاقِ في وجوه الخير ، و بنـاءِ دُورٍ للعـلـم بعدَ أنْ شكّلَ الشيخُ مجلسَ إدارةٍ لهـا بـرئاستـه و عضـويّـة كـلٍّ من الوجهـاء المؤسٌّسين التالية أسماؤهـم :
– الــحــــاج أحــمـــــد عـــــدي
– الشيـخ عبـد الرزّاق خير الله
– الـحـــاج خـــالـد الـزعــيـــم
– الشـيخ مـحـمـود العـثـمـــان
– الشـيـخ طــاهــر النـعــســان
– الـحــاج قــدري الـكـيـــلانـيّ
– الحــاج فـــارس الـشــقـقــي
– الـشــيـخ صــالـح الگــــرم ))
ثـمّ غـدا علمُنـا موثِّـقـاً لتاريخ الجمعيـة و نشاطاتِهـا و أعضـائهـا فيضيفُ علمنـا – البحّـاثة أحمـد قـدري الكيـلانـي للأسمـاء السابقـة الأستـاذ الشيـخ ( عبـد الحميـد الشـقـقـي – مدير مـدرسة عنوان النجـاح ) و يقـول معقّبـاً في هذه النقطـةِ في كتابِـه أعـلام حمــاة و رجـالاتهـا : (( و الأغـلبٌ أنّـه – أي عبد الحميد – كان عضـواً في مجلس إدارة الجمعيـة فلمـا تـوفي استـلمَ شقيقه الحـاج فـارس مكـانـه )) .
◼ #كُـتبُـه_وَ_مـؤلفـاتُـه :
- أمضى البحـاثة الحاج أحمـد قـدري الكيلاني حيـاتـه كلهـا راتـعـاً في مجـالسِ العلمـاء مُـستـظلاً تحـت وارفِ أفياء الكتب و المخطـوطـات متفرّغـاً للقـراءة و المطالعـة و البحث و الكتـابـة و التأليـف تاركـاً كثيراً من المؤلفـات و التحقيقات التي لا يـزالُ أكثـرُهـا مخطـوطـاً ؛ صـارفـاً أغلبَ تصنيفاتـه لمـدينـة حمـاة و ما يتصـلُ بهـا من تراجـم الرجـال و الأعيان و التاريخ و الآثـار و الأوابـد الأثـريّـة مع اهتمـام خـاص بالمـؤلفـات التاريخيـة ..
▪أ – كتبُـه المطبـوعـة :
1 – كتاب ( حمـاة مـدينة النـواعيـر ) و قد طبعته جمعيـة أعمـال البِـرّ الإسلاميّـة على نفقتهـا .
2 – كتاب ( أخبـار المعلِّميـن )
3 – كتاب ( المـروءة )
4 – كتـاب ( الفـتـوّة في الإسـلام )
5 – تحقيـق كتاب ( مختصر سيرة عمر بن الخطاب لـ أسامة بن منقـذ ) حيثُ حقَّقهَ بالمشاركـة مـع الشيخ طاهـر النعسـان ، و قد طبعـتـه المطبعـة المصـريّـة بالأزهـر الشريف .
6 – كتاب ( الملك العـالِـم أبـو الفـداء و الملـوكُ الأيّوبيـون في مملكـة حمـاة ) بتحقيق الدكتور عبـد الرزاق الكيـلانـيّ ؛ و قد طبعَـتْـه المكتبـة العـربيـة بحمـاة طبعتَـه الأولى عـام 1418 هـ – 1998 مـ .
7 – كتاب ( الأمير الفارس و الأديب الشـاعـر أسامة بن منقـذ ) بتحقيق الدكتور عبد الرزاق الكيـلانيّ ، و قد طبعَـتْـه المكتبـة العـربيّـة بحمـاة طبعـتَه الأولـى عـام 1417 هـ – 1997 مـ .
و هذان الكتابان ( 6 + 7 ) قـد استخلصَهمـا الـدكتور ( عبد الـرزّاق الكيلاني ) عن الكتاب الكبيـر ( تـراجـم أعيان مدينـة حمـاة و ماحولهـا ابتـداءً من القرن الهجري الأوّل حتى القرن الرابع عشـر ) .
8 – كتـاب ( تـراجـم أعيـان مـدينـة حمـاة و مـا حولهـا ) و هـو الكتـاب الأخيـرُ طبـاعـةً من مؤلفـات الحـاج أحمـد قـدري ، حيثُ يقـعُ في أكثـر من ألـف و سبـعـمئـة 1700 صفحـة ، و قد استخلصَ منـه الدكتـور عبد الـرزاق كيـلاني ترجمـةَ الملك العـالـم أبي الفـداء و تراجـمَ الملوك الأيوبيين التسعـة الذين تعاقبوا على حكـم مملكـة حمـاة ، كما استخلص كذلك ترجمـةَ أسـامة بن منقـذ و قـد طبعَـتْهُـمـا المكتبـة العـربيـة بحمـاة ؛ حيثُ يوضـح الدكتور الكيلاني في مقدمـة كتاب ( الملك العـالم أبو الفـداء ) هذه الجزئية بقولـه :
(( و هذه الترجمةُ لـ أبي الفـداء ملك حمـاة هي من جُملة التراجمِ التي كتبَهـا الحاج أحمـد قـدري كيـلانيّ – رحمه الله تعالى – عن أعيان حمـاة منذ فجـرِ الإسـلام حتى القرن الرابـع عشـر الهجريّ ، و لكنّهـا كانت ترجمـةً مفصّلةً مستوفيةً شروطَ الكتابِ المستقـل المتكامل لـذلك رأيتُ أنْ أنشرَهـا في كتـابٍ مستقل بهـا وحـدهـا لأُعـرِّفَ القـارئَ العربيّ بهذا الملكِ الفـذّ ، العـالِـمِ الأديبِ ، الشجاعِ المجـاهـد ، و الذي لا يعـرفُ عنـه أكثرُ الناس حتى أهـل بلـده شيئـاً )) أ.هـ .
9 – إضافة للكثير من المحاضرات و المقالات في عِـلمَـي التراجـم و الآثـار نُشرتْ في كثير من الصحفِ و المجلات كـ مجلة المقتطف ، و مجلة الرائـد العربيّ ، و مجلـة النواعيـر ، و مجلـة الحـوليـات و غيـرهـا .
▪ب – كتبُـه المخطـوطـة :
إنّ كتبَه المخطوطة كثيرةٌ جـداً يأتي في مقـدمتهـا :
1 – كتاب ( المقـامات و المزارات في حمـاة )
2 – كتـاب ( مسـاجـد حمـاة )
3 – كتاب ( مدارس حمـاة و الـوقفيـات )
إضـافـة إلى نُقـولاتٍ كثيـرةٍ عـن سجلات المحكمة الشرعيـة بحمـاة إبّـان حكـم الدولة العثمـانيـة فيما يخص الحيـاة الاجتمـاعيـة و الإداريـة و الاقتصـاديـة و الثقـافيـة في تلك الحقبـة التاريخيـة .
- و عنـدَ تواصلنـا مع النـاشـر صـاحـب المكتبـة العـربيّــة – حفظـه الله و أمتـعَ بفكـره و صحتـه – الذي أخرجَ أولى مؤلفـات البحّـاثة الحـاج أحمـد قـدري الكيـلانـيّ إلى حيز المكتبـات و النشـر و التـوزيـع و هـو الـذي عـاصـرَه و عـاملـه حقبـةً من الزمن ليست بالقصيـرة ، كمـا كان صديقـاً مقـرّبـاً من ( الدكتور عبد الرزاق الكيـلانيّ – رحمـه الله و غفـر لـه ) إذ شكـلا ثنائيـاً لإخـراج تراث البحـاثة الكيلاني و غيرها من كتب التراث الحمـويّ حيثُ كانت هذه الإشـراقـة التوثيقيـة منـه – حفظه الله – الذي أعادنـا بحـديثـه الشائـق المعجون بعبيـر الـود إلى صفـاء تلك الأيـام و سمـو رجـالهـا :
(( – لقـد كان الحـاج قـدري الكيلاني – كما هو مشهور بين الحمـويين – مـؤرِّخـاً ثبْتـاً دقيقـاً ، و مرجعـاً لُغويّـاً يعـودُ إليـه أهـل الأدب و الشعر و اللغـة و العلـم فيجـدون عنده ضالَتهـم العلميّـة فيُفتيهـم بهـا ، حيثُ كـان ملازمـاً للعلامـة المفتي النعسـان ، و قد شكّـلَ مـع صديقـه الأثيـر العالـم بالآثـار الأستـاذ كـامـل شحـادة منذ عـام 1952 م ثنـائيـاً راقيـاً من التوثيـق و التـأريـخ لآثـار حمـاة حيثُ كـان يطوفُ معه على الآثـار في محافظة حمـاة يقرؤون النصوصَ المدوّنة على الأحجار و ينقلونهـا إلى دفاترهـم لتثبيتِـهـا و أرشفـتِهـا ..
– و قد كانت لي مع الحـاج قـدري – رحمـه الله – جلسـات مطولـة و أحـاديث شـائقـة حول الكتب و المخطـوطـات .. و كأنني الآن أستحضـرُ صورتـه أمامـي بقامتـة الطويلـة و جسمـه النحيـف ، و طـربوشُـه الأحمـر يُـزيّـنُ رأسـه …
– و يُؤسفني القـول : إنّ الكثيـر من أبناء حمـاة لا يعرفون قـدرَ و مكـانـةَ المؤرِّخ الحاج قـدري علميـاً و الذي يعتبره المستشرقون الأوربيـون عالِـمـاً محقِّـقـاً لذلك عنـدمـا تمّ نشـر كتاب الملك العـالـم أبو الفـداء و الملوك الأيوبيون في مملكة حمـاة و كتاب الأميـر الفـارس و الأديـب الشـاعـر أسـامـة بن منقذ تواصـلـتْ أغلبُ مراكز الاستشراق الأوربيـة و جامعاتهـا لاقتنـاء الكتب حيثُ اقتنى كلُّ مركـز أوربي خمـسَ نسـخ من كل كتاب … طبعـاً هـذان الكتابان النفيسان بنفَـس الحاج قـدري و عناية الدكتور عبد الرزاق قد تم استخلاصهمـا عن الكتاب الأم تراجـم أعيـان حمـاة الذي ترجمَ فيه الحاج قـدري لأعيان البلد منذ فجر الإسلام حتى القرن الرابع عشر الهجريّ ؛ و قـد بدأتُ مـع الدكتور عبـد الرزاق الكيـلانيّ العمـلَ و الإعـدادَ لإخـراجـه – أقصـد كتاب التراجـم – إلى حيـز النشـرِ و قد ارتأينـا استكمـال الكتـاب بإعداد مجمـوعـةٍ جـديـدةٍ من التراجـم لأعـلام حمـاة حتى تاريـخ وفـاة الحـاج قـدري و التي لـم يتيسـر للحاج قـدري الترجمـة لهـا ، و فعـلاً أضفنـا إلـى أصـل الكتـاب ترجمـات عديـدة حيثُ كنـا نجِـدُّ و نبحـث عن أقربـاء و معـارف ثقـاة عاصرت أيَّ عَلَـمٍ نتواصـل معهم و نزورهـم …
و كانت رؤيتنـا بجعلِ الكتاب على قسمين في مجلـد واحـد ؛ القسـم الأول التـراجـم المخطوطة بإعـداد الحاج قـدري ، و القسم الثاني ما تمـت إضـافتـه بمعيـة الدكتور عبـد الرزاق – رحمهمـا الله – ، و بعد فتـرة من العمـل أراد الدكتور عبد الرزاق النشـرَ و كان رأيي أنّ بعض التراجـم تحتاج لاستكمال إذ ليست وافيـةً و الأمـر ميسَّـرٌ بمتابعـة الجمـع و التوثيق لكن الدكتور أراد النشـرَ لرغبتـه الشديدة – رحمـه الله – برؤية الكتاب مطبوعـاً قبل وفـاتـه ، فاعترضـتُ حتى يتم استكمال بقية التراجـم من جهـة و لتهيئة السوق تجاريـاً ببيع قسم من الكتاب قبل طبعـه من جهـة ثانيـة .. ممّـا حال دون متابعـة العمل معـه – رحمـه الله – ، و ارتـأى الدكتور تكليف شخص لطبعـه في مدينـة حمـص و لكـن تأخر الطبـعُ و توفـي الدكتور عبـد الرزاق – رحمـه الله و رزقه القَبول – و لم يرَ الكتـاب ، فتولى متابعتـه ابنـه الدكتور أشـرف – رحمـه الله – و توفيَ كذلك و لم يصدر الكتـاب ، فتولى متابعتـه الأستاذ المهنـدس ( أحمـد مرضي كيلانـيّ ت 2020 م ) حيث صدرَ بهمـتـه – رحمـه الله و جزاه خيـر الجزاء – قبل أكثر من عاميـن … غيـرَ أنّ الكتاب لم ينتشـر و لـم يتم التسويـق لـه تجاريـاً كيفما يجب إذ لابـد من دارِ نشـرٍ تتبنـى الكتـاب و تضعُ ثقلهـا في نشـره …فالقضيـة ليست في طبـع الكتـاب – أيّ كتاب كـان – بل القضيـة الأهـم هـي نشـرُ الكتـاب و توزيعُـه و عـرضـه في معـارض الكتـاب الـدوليـة …
و يحضـرنـي في هـذا المقـام أنْ أُذكِّـرَ مضيفـاً لِمـا تقـدّمَ أنّ غلافَ كتـاب الملك العـالـم أبـو الفـداء و الملـوك الأيوبيـون في مملكة حمـاة كان بريشـة الفنـان المبـدع الأديب اللطيـف الأستاذ منـذر الصـابونـيّ – رحمـه الله و غفـر لـه – حيث رسمـه في الطبيعـة جالسـاً مع شروق الشمس على ضفة نهر العـاصي المقـابلـة لـجامع أبي الفـداء متلقيـاً بـوجهـه بنـاء الجـامـع … )) أ.هـ .
- و قـد حـدّثنـا الأستاذ اللغـوي النَّحْـوي الدكتور ( عبـد الإلـه النبهـان الحمـصـيّ – رحمـه الله – [1945 – 2020 م] ) – عـضو مجمـع اللغـة العربيـة في دمشـق ، عند لقائـه في مكتبـه في كليـة الآداب في حمـص عـام 2006 م قـائلاً : (( لقد زرتُ مدينـةَ حمـاة أواخـر الثمـانينـات لشراءِ بعضِ الكتب القديمـة من المكتبـات الخـاصـة فـأخـذني صديقي عند رجل يريدُ بيعَ عدة “كراتيـن” من الكتب و فوجئـت بكـرتونـتين [عدد 2 ] مملوءتيـن كتبـاً و أوراقـاً و أغلبهـا – إن لم أقـلْ كلها – مخطوطٌ بخط البحّـاثـة أحمـد قدري الكيـلانيّ ما بين تصنيف و تحقيـق كانَ قد حصلَ عليهـا بعد الفـوضى التي رافقت أحـداث حمـاة 1982 م حسب قـولـه حيث اشتراهـا من شخص لـم يُسـمِّـه و لكـن وقـعَ في نفسـي أنّها وصلتـه بطـريقـة غير سويـة ، و عزمتُ على شرائهـا غيـرَ أنّي لم أكـن أملك المـالَ الكافي يومَهـا ، فعدتُ إلى حمصَ ثـمّ تواصلـتُ بعد عدة أيـام مع صديقـيّ ليذهب و يشتري لي تلك المؤلفـات النفيسـة لمؤرخ حمـاة سيما و أغلبها كانَ مخطوطـاً و تعتبـر مادة نفيسـةً ثريـةً للتحقيـق .. فكان ردُّه بأنّه قد تصـرَّفَ بهـا !! دون أنْ يقـدمَ أي تفصيـل … و لا أخفيكم لم يكـن لديّ معـرفـة سابقـة باسم المؤرخ أحمـد قـدري الكيـلاني …و بعد ذلك شرعت بالبحث عن ترجمـة للرجـل و مـؤلفاتـه ، فوقعـت على كثيـرٍ من الأخبار و المعلومات حولَ هذا العَـلـم المؤرّخ المحقِّـق … و قد اقتنيتُ مؤخـراً كتـاب الملك العـالـم أبو الفـداء من مكتبات حمـص حيثُ صـدرَ من مؤلفـاتـه … و إنّك إذ تقـرأُ كتاباتـه تجـد فيهـا نَفَـسَ المـؤرِّخِ المحقّـقِ واضحـاً جليَّـاً )) أ.هـ .
◼ #وفـاتـه – رحـمــه الله – :
تـوفي البحّـاثـة الحـاج أحمـد قـدري الكيـلانيّ فجـأةً في شهـر حـزيـران من عـام 1980 م ، خفيفـاً دونَ أنْ يُثقـلَ على أحـدٍ فلم يـرقدْ في فـراش حيـثُ مـات خفيفـاً كمـا عـاشَ خفيفـاً … و بذلك يكـون قـد مـاتَ و لـه من العمـر أربـعـة و تسعـون عـامـاً تقـريبـاً … رحمـه و غفـر لـه و رزقـه القَبـول لقـاءَ مـا قـدّم من علـم ، و وثَّـقَ مـن تاريـخ ، و تـرجـمَ لأعـلام .. و جمعنـا بـه في مستقـر رحمتـه .
▪هـذا مـا استطعنـا تحصيلـه و جمـعَـه و مـا وُفِّقنـا إليـه في تـرجمـة البحّـاثـة أحمـد قـدري الكيــلانـيّ ، و مَـن لديـه إضـافات و متـابعـات من ذاكـرتـه أو أرشيفـه في إطار شخصية العَلَـم و مواقفه و تاريخ حمـاة فليثْبتْهـا مشكـوراً في التعليقات و ستكون محـطّ متابعـة و اهتمـام من قبل إدارة الصفحـة .
- و لا يفـوتنـا أنْ نتـقـدّمَ بالشكـر المطيّـب بالتقـديـر و الاحتــرام لكـل مَـن يسعـى معنـا و يجتهـدُ بتقـديم المساعـدة في إعـداد هذه التـراجـم و إخـراجهـا إلـى فضـاء التواصُـل و النشـر .
__________________
خـاص صفحـة
#تـراجـم_أعـلام_حمـاة_و_أعيـانها
إعـداد فـريـق الصفحـة بـإشـراف الأستـاذ مُـلـهَـم الشّـريـف
____________________
مصـادر التـرجمـة :
– كتاب الملك العـالـم أبـو الفـداء و الملوك الأيـوبيون في مملكـة حمـاة .
– العـلامـة محمـد سعيـد النعسـان مفتي حمـاة و رائـد نهضـتهـا تأليـف م . عبد المجيـد محمد منير الشققي .
– لقـاءات متعددة لأشخاص ثقـات ممـن عـاصـر الحـاج أحمـد قـدري الكيـلانـيّ من أصدقاء و معـارف و أقربـاء و مثقفيـن ..
– معلـومـات واردة ضمـن مقـالات نُشـرت على هـذه الصفحـة
– أرشيـف فـريـق الصفحـة
كاتب الترجمة: عن صفحة تراجم أعلام حماة و أعيانها