الشيخ محمد أديب هزاع
الشيخ محمد أديب هزاع (الدبساوي)
ولادته و نشأته:
ولد في حماة عام 1915م، درس العلم الشرعي على يد الشيخ عبد الحميد حمد والشيخ محمود العثمان والشيخ محمود الشقفة، وتتلمذ على مفتي حماة في زمانه الشيخ محمد سعيد النعسان، والشيخ أحمد الدرويش اللغوي الأديب، والشيخ توفيق الصباغ رئيس جمعية علماء حماة، وتخرج بإجازة شرعية من مدرسة عنوان النجاح بحماة، درّس في العديد من قرى وريف حماة، وكان يتقن الخطوط العربية وصاحب خط حسن، له ثلاثة كتب مخطوطة وديوان شعر في السيرة النبوية، وله مواقف مشهودة جريئة في الرد على المبطلين والمشككين.
كان مولعاً بجمع الكتب واقتنائها وقراءتها، فلا يكاد يسمع بصدور كتاب جديد إلا ويبادر باقتنائه، وكان يسافر أحياناً من بلد إلى آخر لشراء بعض الكتب حتى أصبحت لديه مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب في شتى العلوم الشرعية وغيرها.
كان ملماً باللغتين الإنكليزية والفرنسية إضافة إلى تبحّره باللغة العربية وعلومها.
كان يفتتح مدرسة صيفية أسماها: >مدرسة التعليم والتهذيب< يعلم فيها منهاج المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الصف السادس، إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم، وقد ساعده في التعليم في تلك المدرسة لعدة سنوات الشيخ محمد أديب كلكل.
كان ـ رحمه الله تعالى ـ ملماً بالفقه الشافعي، وكثيراً ما كانت دائرة إفتاء حماة تستعين به للرد على أسئلة ومواضيع تتعلق بالمذهب الشافعي، كان من المشهورين في علم الفرائض ـ المواريث ـ.
كان ذا خبرة واسعة في الحسابات الذهنية والتجارية، ومرجعاًَ مختصاً لتجّار حماة، وقد تعلم على يديه الحساب التجاري العديد من التجار.
عمل محكماً شرعياً لدى المحكمة الشرعية بحماة، ومن فضل الله تعالى كانت معظم قضايا التفريق التي يتولى التحكيم فيها بين الزوجين تنتهي بالمصالحة بينهما، إضافة إلى التحكيم الشرعي كان يتدخل في حل الخلافات بين المتخاصمين.
كان ـ رحمه الله تعالى ـ إذا استفتي في مسألة ما فإن كان يعرف الجواب أفتى، وإلا كان يؤجل الإجابة حتى يتأكد من صحة الجواب الصحيح، وكان البعض يرون في ذلك ضعفاً عند الشيخ فكان يرد عليهم: بأنه لا يهتم لقول الناس بقدر ما يهتم أن يكون جوابه صحيحاً ويكسب رضا ربّ الناس.
كان ـ رحمه الله تعالى ـ خطيباً بارعاً، جريئاً، يشد مستمعيه إلى خطبته بحيث لا يمل المستمع من سماع الخطبة التي كانت غالباً ما تتعلق بالواقع الاجتماعي وربطه بالدين.
وعندما كان القراء المصريون والمنشدون من أمثال: عبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، وسيد نقشبندي، يأتون لإقامة حفلات دينية في حماة كان الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ هو عريف الحفل في هذه المناسبات، وكانت تربطه بسيد النقشبندي صداقة حميمة، كان ـ رحمه الله تعالى ـ ذا صوت حنون في قراءة القرآن، ويتقن أحكام التجويد.
كان يقدم المساعدة لطلاب السنة الرابعة من كلية الشريعة من أبناء مدينة حماة في إعداد رسائل التخرّج، ويقدم لهم النصح، ويعيرهم المراجع، ويبدي لهم بعض الملاحظات عما يكتبون.
رثاه الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة عند وفاته بهذه الأبيات:
أديب شيخ له في القربمنزلـــة بصبره حيثما حلّت به النــوب
لم ينحرف عن أمارات الرضا أبداً وذاك شأن الذي تعلو به الرتب
مضى إلى الحق مفخوراً بسيرتــه فالعلم حليته والفضل والأدب
ورثاه رفيقه في العلم الشرعي الشيخ محمد نبهان الخباز فكتب: >كان ـ رحمه الله تعالى ـ صادقاً في قوله، موفياً بعهده، أميناً على الأسرار، معرضاً عن الأغيار، عالماً بما علم، عاملاً بما فهم، راضياً بما قسمه الله، زاهداً عما في أيدي الناس، محباً للذكر، مجالساً للفقراء، فقيهاً شافعياً في العبادات، قوياً حنفياً في المعاملات، ملمّاً بعلم الفرائض، أديباً شاعراً، ومنشياً، صبوراً على النائبات، حاملاً للأمراض ، ابتلي فصبر، واستغنى فشكر، حامداً لله في السراء والضرَّاء، هكذا كان كما علمته< وله قصيدة طويلة في رثائه.
وفاته:
جاءه الموت في آخر فرض في الصلاة من حياته ليلة الأحد في 1 جمادى الأولى 1394هـ الموافق 26/5/1974م عن عمر يناهز 58 عاماً قضاها في الوعظ والإرشاد.
__________________________________________________________________________
كاتب الترجمة: كتاب الأنيس في الوحدة – الشيخ محمد اديب كلكل